نعلم أن الفن التشكيلي يشمل مجموعة متنوعة من المدارس الفنية التي تطورت عبر الزمن، ولكل منها خصائصها وأسلوبها الفريد، من بين هذه المدارس نجد المدرسة الانطباعية التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، وتهدف إلى التقاط الانطباعات العابرة للضوء واللون، من روادها كلود مونيه وبيير أوغست رينوار، ثم جاءت المدرسة التعبيرية التي تركز على التعبير عن المشاعر الداخلية للفنان بدلاً من تصوير الواقع بموضوعية، ومن أبرز روادها فنسنت فان جوخ، وإدفارد مونك، المدرسة التكعيبية، التي أسسها بابلو بيكاسو وجورج براك، قدمت منظورًا جديدًا يقوم على تفكيك الأشكال وإعادة تركيبها بشكل تجريدي.
تعتبر المدرسة السريالية أيضًا من المدارس المهمة، حيث تسعى إلى استكشاف العقل الباطن والأحلام، ومن أشهر روادها سلفادور دالي، ورينيه ماغريت، أما المدرسة التجريدية التي يمثلها فاسيلي كاندينسكي، فتعتمد على استخدام الأشكال والألوان بشكل غير تمثيلي لتحقيق التعبير الفني.
الرسم الواقعي رغم جماله وقدرته على تصوير التفاصيل بدقة، قد يكون محدودًا في تقديم الحرية الإبداعية التي أبحث عنها (هذا رأي الشخصي)، إن الالتزام بتقليد الواقع بشكل دقيق يمكن أن يحد من الخيال ويقيد الفنان ضمن إطار معين. في المقابل يميل الرسم البدائي إلى البساطة والرمزية، وهو ما أجد فيه جاذبية خاصة (والناس أذواق ) يتيح لي هذا الأسلوب التعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة مباشرة وغير معقدة، مما يمنحني حرية أكبر في الإبداع.
الرسم البدائي المعروف أيضًا باسم “فن الفطري”، يمتاز باستخدام الأشكال البسيطة والخطوط الجريئة، وغالبًا ما يستلهم من الفن الشعبي والثقافات القديمة، من رواد هذا الاتجاه الفنان بول غوغان، الذي تأثر بالفن البدائي في تاهيتي، والفنان هنري روسو الذي أبدع في تصوير عوالم خيالية بأسلوب بدائي ساحر، كما أن هذا النوع من الفن يتيح للفنان التعبير عن رؤيته الخاصة للعالم بأسلوب يجمع بين العفوية والعمق، وهو ما يجعلني أفضله على الرسم الواقعي.
نواصل
–
منى الروبي فنانة تشكيلية بحرينية