المنامة- تقرير البحرين/ وضعت مملكة البحرين أقدامها بقوة في سبيل استخدام الطاقة المتجددة والتي تعُد جيّدة للحفاظ على الاقتصاد المحليّ نسبة لانخفاض كلفتها مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى، وذلك عندما وضع رئيس هيئة الطاقة المستدامة د.عبدالحسين ميرزا حجر أساس مصنع (سولار تك جرين انيرجي) للألواح الشمسية في منطقة الحد الصناعية في منطقة البحرين العالمية للاستثمار، برأسمال مليوني دينار، إذ من المتوقع اكتمال المشروع خلال 6 أشهر.
وفي تصريح لصحيفة (الوطن) البحرينية قال د. ميرزا “إن المصنع يوفر الألواح الشمسية للمشاريع الجديدة التابعة للقطاعين العام والخاص”، مبيناً في الوقت نفسه “أن المشروع سينتج ألواحاً للبحرين ودول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً أن منطقة الخليج مقبلة على استخدام الطاقة المتجددة”.
وأوضح “أن المصنع سينتج 80 ألف لوحة شمسية في السنة عند اكتمال تشغيله، فيما سيساهم في استحداث 70 وظيفة إلى جانب جذب مزيد من الاستثمارات إلى البحرين، بسؤاله عن أهمية مثل هذا النوع من المصانع لاقتصاد البحرين، أشار رئيس هيئة الطاقة المستدامة إلى أن مملكة البحرين تعتبر أرضاً خصبة للاستثمار في هذا المجال.
وقال إن حكومة البحرين تشجع على مثل هذه المشاريع، مستدركاً بالقول “هذا لا يعني الاستغناء عن الطاقة الأحفورية المتمثلة في النفط والغاز لكنها ستساهم في تنويع مصادر الطاقة لتوليد الكهرباء”.
وعن التوجه لاستقطاب استثمارات في المشاريع الكبيرة لتوليد الطاقة بالرياح والطاقة الشمسية العائمة، أوضح، أن الهيئة تسعى من خلال ذلك إلى مساهمة القطاع الخاص في تلك المشاريع، موضحا “أن البحرين دشنت مؤخراً أول أطلس رياح للمملكة يقيس نسبة تواجد الرياح الكافية في مختلف المناطق لتشغيل التوربينات التي تولد الطاقة النظيفة وتنتج الكهرباء من طاقة الرياح”.
وقال ميرزا في كلمة خلال الحفل “إن المصنع سيساهم في تحقيق نقلة نوعية للاقتصاد البحريني في مجال الطاقة المستدامة والمتجددة وتحقيق الأهداف الوطنية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة من خلال إنتاج وتصنيع أنظمة الطاقة الشمسية التي ستلبي احتياجات السوق المحلية والنمو في الطلب على هذه السلعة الهامة.
وقال إن القيادة في البحرين، تولي بالغ الاهتمام بتشجيع استخدام الطاقة النظيفة الصديقة للبيئة، وتنويع مصادر الطاقة، من أجل التنمية الشاملة التي تتوافق مع الرؤية الاقتصادية للبحرين 2030 بالإضافة إلى تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة والعمل من أجل الارتقاء بالبحرين لجعلها مركزاً متميزاً في مجال تشجيع الاستفادة من الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة بين دول المنطقة والعالم.
وقال إن المرسوم الملكي السامي الذي صدر عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في أكتوبر 2019 بإنشاء هيئة للطاقة المستدامة جاء ليترجم هذا الحرص والاهتمام.
واستعرض ميرزا، الإنجازات التي تحققت في مجال الطاقة المستدامة خلال السنوات القليلة الماضية وبالأخص الخطوات التي اتخذت لتنفيذ المشاريع والمبادرات لتحقيق ما اعتمدته الحكومة من أهداف وطنية منذ العام 2017 لإدخال 5% من الطاقة المتجددة في المزيج الكلي لإنتاج الطاقة في البلاد بحلول عام 2025 وترتفع هذه النسبة إلى 10% بحلول عام 2035، وكذلك 6% من تحسين كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك بحلول عام 2025.
وقال ميرزا، إن مثل هذا المشروع وغيره من المشاريع الواعدة ستسهم جميعها في تحقيق هذه الأهداف الوطنية المنشودة.
وأوضح رئيس هيئة الطاقة المستدامة، أن المشروع، يعتبر أحد المشاريع الواعدة في هذا المجال، وستكون له انعكاسات إيجابية في تحقيق الأهداف الوطنية المتعلقة بتشجيع الاستفادة من الطاقة النظيفة والمستدامة.
وبين: “من بين تلك الانعكاسات الإيجابية توفير فرص عمل جديدة لأبناء الوطن في مجال تقني جديد وهو إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية، الأمر الذي تسعى إليه الحكومة من خلال تسهيل الاستثمار في مثل هذه المشاريع وغيرها من أجل توفير حياة كريمة للمواطن البحريني.
من جهته، توقع الرئيس التنفيذي لمصنع سولارتك السيد ربيع عبدالله، اكتمال المشروع في غضون 6 أشهر من الآن أي في أغسطس المقبل، موضحاً أن المصنع يعد أول مشروع بحريني بمواصفات أوروبية عالية الجودة.
يذكر أن مصنع سولارتك سيقام على مساحة 4 آلاف متر مربع بكلفة تقديرية تبلغ مليوني دينار وسينتج ما يقارب 25 ميغاوات سنوياً أي ما يعادل 80 ألف من الألواح الشمسية بأعلى المواصفات العالمية بحرينية الصنع وسيوفر عدداً من فرص العمل للبحرينيين المتخصصين في هذا المجال.
من المحرر:
حسب الكثير من الدراسات والأبحاث أنّ طاقة الرياح والطاقة الشمسيّة لا تتطلّب وجود المياه أصلاً، وبالتالي فإنّها لا تلوّث موارد المياه، أو تستهلك الإمدادات اللازمة للزراعة، أو للشرب، أو غيرها من الاستخدامات، وقد أظهرت دراسة أجراها المختبر الوطنيّ للطاقة المُتجددة (بالإنجليزيّة: NREL’s) أنّ إجمالي استهلاك المياه وسحبها في الكتلة الحيويّة والطاقة الحراريّة الأرضيّة سينخفض بنسبة 80% بحلول عام 2050م.، عدم النفاذ تتميّز الطاقة المُتجددة في أنّها غير قابلة للنفاد، مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى؛ كالفحم، والغاز، والنفط، وهذا يعني أنّها متاحة دائماً، مثل: الشمس التي تُنتج الطاقة، وتندرج ضمن الدورات الطبيعيّة، وهذا الأمر يجعل الطاقة المتجددة عنصراً أساسياً في نظام الطاقة المُستدامة الذي يُعد قابلاً للتنمية والتطوّر دون المخاطرة، أو إلحاق الضرر بالأجيال القادمة.
للمزيد من التعرف على أهمية وضرورة استخدام الطاقة المتجددة أنصح بقراءة هذا المقال المتخصص للأستاذ عدنان ز. أمين هو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة.
على الرابط الإلكتروني:
https://www.un.org/ar/chronicle/article/20309