كتب/ خالد ابواحمد
رئيس تحرير (تقرير البحرين)
الجميع يدرك بأن للإعلام دور مهم جدا في تطور وتنمية الدول والارتقاء بمؤسساتها وتحقيق الأرقام الكبيرة في سباق التطور، ومكافحة الأساليب التي تحول دون تحقيق الخطط التنموية المرسومة من قبل الحكومات، لكن التطور الكبير الذي حدث في القرية الكونية التي نعيش فيها فرض علينا الكثير من الموجهات التي تجعلنا نساير ونواكب أحدث ما وصلت إليه البشرية من تطور في المجالات كافة، وبشكل خاص في المجالات الاقتصادية التي تعتبر مربط الفرس في اللحاق بالركب العالمي تجاه التقدم والازدهار.
من أهم الموجهات التي فرضت علينا هي تخصصية الاعلام، بمعنى الحاجة الماسة لإعلام متخصص في الاقتصاد على وجه الخصوص، وفي كل مجالات الحياة، وبما أن الاقتصاد هو العنصر الأهم والأقوى الذي نرتكز عليه في حياتنا، لابد من ان يكون لدينا مواعين اعلامية متخصصة بحيث تستضيف الخُبراء والمختصين في الإدلاء بآرائهم ووجهات نظرهم حتى يستفيد المتلقي للرسالة الإعلامية.
هذا الأمر يقودنا إلى الحديث عن تخصصية الصحفي في مؤسساتنا الإعلامية، وياتي السؤال مباشرة هل لدينا صحفيين اقتصاديين..؟، مثل ما لدينا صحفيين رياضيين مختصين في المجال الرياضي، ولهم مساهماتهم المهنية في الارتقاء بالرياضة والرياضيين، ومثل ما لدينا صحفيين مختصيين في المجالات الثقافية والابداعية ويلعبون الدور الكبير في الارتقاء بالفن والثقافة والابداع.
لكن لماذا تعاني مؤسساتنا من غياب الصحفي الاقتصادي المتابع والمختص الذي عندما يستضاف في أي ماعون اعلامي يدلي بالراي المختص والدقيق والمفيد، وبالتالي هو يسهم في زيادة الوعي والمعرفة للمشاهدين والقراء، ومن هنا فإن التطور الاقتصادي والاستثماري الذي ننشده لا يتأتى إلا بتأسيس بنيات تحتية لاعلام وطني مختص يكون تأثيره كبيرا، في المقام الأول يرتقى بفهم المواطنين في التعامل مع الأمور المالية في حياتهم الاجتماعية، وفي تعاملاتهم المالية مع المصارف، ومن ثم ترسيخ الإنجازات التي تحققت في البلاد بالنسبة للمواطنين وتجعلهم يؤمنون بها وبالتالي يعملون على الحفاظ عليها كانجازات هم السبب في جعلها واقع على الأرض.
إن مجالات الاعلام الاقتصادي المتخصص كثيرة ومتنوعة وعندما نتحدث عن الاعلام الاقتصادي لا نتحدث عن الاستثمار والتجارة والمصارف ورجال الاعمال فحسب المسألة أكبر من ذلك وتشمل الاهتمام ببث الاخبار التي تتعلق بالإنجازات في المجالات الصحية والطبية والسياحية وتأثيرها على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، وأولوية الاهتمام بسياسة الدولة المالية وما يتعلق بالميزانية وما حققته من طفرات أو العكس، وتحليل النتائج واستضافة المختصين للحديث حول إمكانيات إيجاد حلول.
اعجبتني جدا تجربة دولة الامارات العربية المتحدة في (نادي أبوظبي للإعلام الاقتصادي) هي فكرة متقدمة جدا تنطلق من مسؤوليات ومهام دائرة التنمية الاقتصادية بالعاصمة أبوظبي نحو خلق أداة فاعلية للتواصل مع المجتمع المحلي والخارجي بشكل مهني واحترافي عال المستوى وبطريقة تؤدي الى إيصال رسالتها وتفعيل دورها في قيادة الأجندة الاقتصادية لإمارة أبوظبي، وهذه الدائرة هي التي تبنت فكرة تأسيس النادي ليكون الأداة المثلى والمنبر الرئيس لحصول كافة وسائل الاعلام على المعلومة الاقتصادية الخاصة باقتصاد الإمارة، وقد حققت هذه الدائرة إنجازات كبيرة، كم نحن بحاجة إلى نادي للاعلام الاقتصادي، لكن في الأول علينا صناعة اعلاميين وصحفيين اقتصاديين..!.
28 مايو 2019م