الدكتور ابراهيم حسن هو طبيب قلب ماهر وفنان راقي مقيم في عاصمة الضباب، كان يحدثني عن (جان ميشيل باسكيات، قد استوقفته بعض أعمالي وربطها بالفنان الكبير (طبعا لا زالت ابتسامتي زاهية) المهم جان ميشيل باسكيا jean-michel basquiat هو فنان أمريكي من أصول هاييتية وبورتوريكية، وُلد في بروكلين، نيويورك عام 1960م، أظهر منذ صغره موهبة فنية فطرية، وكان يتحدث ثلاث لغات بطلاقة: الإنجليزية، الفرنسية، والإسبانية، ترك المدرسة في سن مبكرة، وبدأ يرسم على الجدران في شوارع نيويورك بتوقيع “SAMO”، وهي اختصار لعبارة “Same Old Shit”حيث عبّر من خلالها عن أفكاره الثائرة والساخرة من المجتمع والسياسة والثقافة السائدة.
في أوائل الثمانينات، بدأت لوحاته تلقى اهتماما كبيرا من عالم الفن، وكانت مزيجا بين الفن البدائي والتجريدي والرمزي، غنية بالألوان، الكلمات، الرموز، والجماجم، تعكس صراعات الهوية والتمييز العنصري، وكذلك تأثره بالموسيقى، خاصة موسيقى الجاز والهيب هوب، اشتهر بسرعة، وصادق الفنان الشهير آندي وارهول، وقد شكّلت صداقتهما نقطة تحول في مسيرته، ظهرا معا في عدة معارض، ورغم الانتقادات التي وُجهت له بأنه يُستغل من قبل وارهول، إلا أن باسكيا دافع عن صداقتهما حتى بعد وفاة وارهول.
من الطرائف المعروفة عنه أنه كان يذهب إلى معارض فنية يرتدي بدلة أنيقة مرسوم عليها طلاء، ويجلس على الأرض ليرسم بيده العارية، دون أدوات تقليدية، كما أنه ذات مرة باع لوحة مقابل طعام عندما لم يكن يملك نقودا ورغم هذا أصبح لاحقًا أحد أغلى الفنانين في العالم.
أغلى لوحة له بعنوان (Untitled) رُسمت عام 1982، بيعت في مزاد بمبلغ 110.5 مليون دولار في عام 2017، لتصبح واحدة من أغلى اللوحات في التاريخ، وأغلى عمل لفنان أمريكي من أصل أفريقي، كانت هذه اللوحة مليئة بالغضب، والألم، والرموز التي تلمّح إلى الهوية السوداء والتاريخ العنيف.
ورغم نجاحه الباهر، لم يستطع باسكيات الهروب من عالم المخدرات، عاش حياة سريعة، مليئة بالشهرة، المال، والعزلة الداخلية، توفي بشكل مأساوي عام 1988، وهو في السابعة والعشرين فقط، نتيجة جرعة زائدة من الهيروين، لتنضم قصته إلى (نادي الـ27) الشهير، الذي يضم فنانين توفوا في نفس السن مثل جيمي هندريكس وجانيس جوبلين. ترك باسكيات خلفه إرثًا فنيًا فريدًا لا يُنسى، جمع بين الصدق الخام والتعبير الحر، وما زالت لوحاته تُلهم أجيالا من الفنانين حتى اليوم.