الرئيسية / ثقافي / دور الفن في تعزيز دور المرأة عبر التاريخ -بقلم منى الروبي

دور الفن في تعزيز دور المرأة عبر التاريخ -بقلم منى الروبي

لطالما لعب الفن دورًا حيويًا في تعزيز دور المرأة وإبراز قوتها ومكانتها عبر العصور والثقافات المختلفة، يعد الفن وسيلة تعبير قوية، أظهرت المرأة كمصدر إلهام وقوة في أوقات السلام والحرب، وعكست تطور المجتمعات.

فإذا تحدثنا عن المرأة في الفنون خلال الحروب، نقول في خلال الحرب العالمية الثانية أصبحت صور النساء في أمريكا رمزًا للقوة والعمل، أشهر هذه الصور كانت (روزيت ريفتر) التي جسدت المرأة العاملة في المصانع، مروجة لدورهن في دعم المجهود الحربي. في الصين، رُسمت نساء المصانع في لوحات تعكس شجاعتهن والتزامهن بتعزيز الاقتصاد والصمود في وجه الأزمات.

أما المرأة في الحضارات القديمة مثل حضارة بلاد الرافدين، كانت عشتار رمزًا للحب والخصوبة والحرب، وتم تخليدها في العديد من المنحوتات والألواح الطينية. في مصر القديمة، ظهرت إيزيس كرمز للأمومة والحكمة، وألهمت الأساطير والفنون، في السودان القديم برزت الكنداكه كقائدة ومحاربة، وكانت صورتها في النقوش تعكس هيبتها وقوتها كملكة حكمت مملكة كوش.

في الرسم الأوروبي فإن دور المرأة يختلف عن باقي الجغرافية التي تطرقت إليها، في فرنسا مثلا لعبت النساء دورًا محوريًا في الفنون، سواء كموضوع أو كفنانات، صوّرت الملكات والنبلاء في لوحات تعكس الأناقة والقوة، مع التركيز على جمالهن ودورهن الاجتماعي. مريم العذراء كانت واحدة من أبرز الرموز النسائية في فنون عصر النهضة، حيث صُورت كرمز للحنان والتضحية.

وفي عالم الرسم لم تكن المرأة مجرد موضوع للرسم، بل أيضًا مبدعة، في القرن التاسع عشر والعشرين، برزت فنانات مثل بيرث موريسو وفريدا كالو، حيث أضفن لمساتهن الخاصة وعبرن عن مشاعرهن وقضاياهنK في عالمنا العربي، ساهمت النساء الفنانات في التعبير عن الهوية والقضايا الاجتماعية.

وإذا تطرقنا إلى دور الفن في تمكين المرأة يمكننا القول بأن الفن يبقى وسيلة لإبراز أصوات النساء، سواء في الماضي أو الحاضر، لقد مكّن المرأة من تحدي الأدوار النمطية، ومنحها منصة للتعبير عن قضاياها وتطلعاتها. من خلال الفن، وهكذا تستمر المرأة في الإلهام!.