تقرير البحرين /مركز الخليج للدراسات
في يونيو2023، نشرت «الولايات المتحدة» طائرات مقاتلة متطورة إضافية من طراز «أف-22 رابتور» التكتيكية في الشرق الأوسط، فيما أكد اللفتنانت «أليكسوس غرينكويتش»، قائد القوات الجوية الأمريكية المركزية، أنها خطوة تهدف إلى «إثبات قدرة بلاده على إظهار قوتها القتالية في أي لحظة».
وعند النظر إلى رغبة «البحرية الأمريكية»، في توسيع نطاق وجودها في مياه الخليج العربي؛ لردع الهجمات الإيرانية المحتملة على السفن التجارية المحايدة، يتضح أن قرارات السياسة العسكرية الأخيرة لواشنطن، تأتي بهدف معالجة التصورات المتزايدة عنها، كشريك غير موثوق به في المنطقة، وذلك وفقًا لعدد من المراقبين.
وعلى الرغم من أن «إدارة بايدن»، أكدت التزامها المستمر، بأن تكون شريكًا وحليفًا موثوقًا به في المنطقة، فإن دورها الدبلوماسي خلال الموجة الأخيرة من مساعي خفض التصعيد والمصالحة في الشرق الأوسط كان «غائبًا بشكل ملحوظ». ومع تحليل هذه الديناميكية بشيء من التفصيل، رأى «مارك ليونارد»، من «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية»، أن جهود التقارب بالمنطقة خلال العام الماضي، كانت «تفتقر إلى المشاركة الغربية»، مشيرًا إلى أن غياب الدور الأمريكي ما هو إلا «هدوء مؤقت» عن ممارسة مهام الاحتكاك الإقليمية، بالإضافة إلى أن هذا الغياب يقدم «لمحة عن مستقبل نظام متعدد الأقطاب».
من جانبه، كتب «مايكل سينغ»، في مجلة «فورين بوليسي»، أن الولايات المتحدة «تمر بفترة تغير في أولوياتها الدولية»، مشيرًا إلى أن شركاءها غير متأكدين من التزامها طويل الأمد بـأمن المنطقة، واهتماماتها السياسية والاقتصادية؛ حيث إنها «تسعى لتجنب الانحياز لجانب ما» في منافسة جيوسياسية أوضحت فيها أن نواياها تهدف إلى «الحفاظ على العلاقات مع جميع القوى الإقليمية في آن واحد»، وذلك لخدمة مصالحها الوطنية على أفضل وجه.
ولمعالجة هذا الأمر، ففي حين أشار «سينغ»، إلى أن «واشنطن»، بحاجة إلى استراتيجية واضحة»؛ لإعادة تأكيد دورها التقليدي بصفتها الطرف الأكثر نفوذاً في الشرق الأوسط، فقد أكد «ليونارد»، أن التوقعات التي يتبناها المحللون الغربيون بأن الافتقار إلى الرقابة الغربية سوف «يغرق المنطقة في حالة من الفوضى في أعقاب وجود نظام ناشئ ما بعد الولايات المتحدة»؛ هو أمر مضلل تمامًا، وبدلاً من ذلك، فإن «واقع هذا النظام الجديد»، قد أظهر نفسه بالفعل من خلال قدرة الحكومات الإقليمية على الاستفادة من أدوات التقارب والمبادرات الدبلوماسية، وفق شروطها الخاصة لحل أو على الأقل تهدئة الأعمال العدائية طويلة الأمد فيما بينها.