تقرير البحرين/الخرطوم/ دعت منظمة مفاتيح الخير (سودان) وهي إحدى المنظمات الوطنية الفاعلة في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وزير الرعاية والتنمية الاجتماعية الجديد في السودان إعطاء الأولوية القصوى للمشاريع التي تقوم بتنفيذها على أرض الواقع ومن بينها المشاريع التي تدعم أهلنا النازحين جراء الحرب، والتركيز على تحسين أوضاعهم المعيشية داخل المعسكرات المنتشرة في عدد من المدن والولايات السودانية، وقد ثمنت المنظمة الروح الوطنية والانسانية التي تحلى بها وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية الجديد الأستاذ معتصم احمد صالح في تأكيده على الاهتمام بالشرائح الضعيفة في المجتمع.
وفي هذا السياق قال الأستاذ محمد احمد البشرى الأمين العام لمنظمة مفاتيح الخير” أن معاناة النازحين لا تزال في تزايد مستمر منذ اندلاع النزاع المسلح في البلاد، حيث يعيش مئات الآلاف من الأسر في ظروف قاسية وغير إنسانية، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء ومأوى آمن”، مؤكدا أن هذا الوضع الكارثي يتطلب استجابة رسمية عاجلة ومنهجية، تتجاوز الحلول المؤقتة نحو بناء منظومة دعم اجتماعي مستدامة تحفظ للنازحين كرامتهم وحقوقهم الأساسية.
كما طالب البشرى الاعتراف بالدور المحوري الذي تقوم به المنظمات التطوعية الوطنية العاملة على الأرض، والتي ظلت تقدم خدماتها الإنسانية بشكل طوعي وبتفانٍ كبير رغم شُح الإمكانات وصعوبة الأوضاع الأمنية، مشيدا بما وصفه بـ”الحضور النبيل والفاعل” لهذه المنظمات في إزالة آثار الحرب والتخفيف من معاناة المدنيين، داعيا إلى توفير الدعم المؤسسي واللوجستي اللازم لتمكينها من الاستمرار في أداء رسالتها الإنسانية.
وعلى ذات النسق قال الأمين العام للمنظمة ” أن المرحلة الحالية تتطلب تبنّي سياسة اجتماعية أكثر انفتاحًا وتعاونًا مع القطاع الثالث، وتعزيز الشراكة مع المبادرات المحلية التي أصبحت أكثر التصاقًا باحتياجات المجتمعات المنكوبة، وأن الوقت قد حان لتبني وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية رؤية استراتيجية تعطي الأولوية للنازحين، والأيتام، وكبار السن، والفئات الضعيفة، بوصفهم الأكثر تضررًا من تداعيات الحرب.
وأوضح البشرى ” أن المرحلة الصعبة التي يمر بها الشعب السوداني بسبب هذه الحرب تحتاج منا جميعا لبذل المزيد من الجهود، معربا عن أمله أن يشكّل تعيين الوزير الجديد فرصة لتجديد الالتزام الوطني تجاه المتأثرين بالحرب، وبداية حقيقية لمسار إصلاحي شامل يعيد الاعتبار للبعد الإنساني والاجتماعي في السياسات العامة، ويجعل من رعاية النازحين مسؤولية جماعية تتشارك فيها الدولة والمجتمع المدني على حد سواء.
يذكر أن منظمة مفاتيح الخير، تأسست مؤخرًا في 20 مايو 2025م بموجب تصديق رسمي من مفوضية العون الإنساني – المسجل العام للمنظمات الطوعية بجمهورية السودان، وقد بدأت نشاطها الإنساني والاجتماعي كمؤسسة وطنية تُعنى بإغاثة المتضررين من الحرب، وتقديم العون النفسي والاجتماعي للمجتمعات التي تواجه أزمات النزوح والانهيار المعيشي.
وتأتي ولادة “مفاتيح الخير” في وقت دقيق يشهد فيه السودان واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في تاريخه الحديث، إذ خلّفت الحرب المستمرة دمارًا واسعًا، ودفعت بملايين السودانيين إلى النزوح داخل وخارج البلاد. وتؤكد المنظمة أنها تستند في عملها إلى قانون تنظيم العمل الطوعي والإنساني لعام 2006م، وتعمل على مدّ جسور العون للمحتاجين في مختلف ولايات السودان.