الرئيسية / أخبار / ما وراء استضافة البحرين للمؤتمر العربي الدولي للأمن السيبراني نوفمبر المقبل ..؟..بقلم خالد أبوأحمد

ما وراء استضافة البحرين للمؤتمر العربي الدولي للأمن السيبراني نوفمبر المقبل ..؟..بقلم خالد أبوأحمد

-مؤتمر (AICS) لحظة استراتيجية تُعيد وضع البحرين ضمن خرائط الأمن السيبراني

-يكشف عن رغبة بحرينية صريحة في إعادة تعريف مفهوم السيادة الرقمية

-البحرين تطرح نفسها ليس فقط كدولة مضيفة بل قوة معرفية سيبرانية ناعمة

-المؤتمر يمنح البحرين القوة في الامساك بزمام المبادرة في كل ما يتعلق بأمنها السيبراني

(خاص- تقرير البحرين)

نشرت الصحف المحلية البحرينية صباح اليوم الأربعاء وقائع المؤتمر الصحفي الذي تم من خلاله أمس (الثلاثاء) الإعلان عن استضافة البحرين للنسخة الثالثة من المؤتمر العربي الدولي للأمن السيبراني الذي سينعقد في الخامس والسادس من نوفمبر المقبل،، وقد جاء في إفادات الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن السيبراني، في كلمته عن اعتزازه باستضافة النسخة الثالثة من مؤتمر (AICS)، برعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، الذي يجسد الحرص على مواصلة ترسيخ مكانة مملكة البحرين كمركز عالمي رائد في مجال الأمن السيبراني

لكن السؤال الذي يفرض نفسه للراصد والمتابع عن كثب ماهي الأهداف الأخرى التي لم يتطرق إليها المؤتمر الصحفي..؟، بوسعي القول أن انعقاد هذا المؤتمر ذا البُعد الاستراتيجي العالمي يعكس أكثر من مجرد فعالية تقنية تجمع الخُبراء التقنيين من بلاد شتى من العالم لكن هذا المؤتمر تتحول فيه هذه الفعالية إلى لحظة استراتيجية تعيد وضع البحرين ضمن خرائط الأمن السيبراني وكل ما يتصل به، وهذا حدث له ما بعده بكل تأكيد، وهو ما يكشف عن رغبة بحرينية صريحة في إعادة تعريف مفهوم السيادة الرقمية، ليس فقط من خلال إدماج الذكاء الاصطناعي، والفضاء، والحوسبة السحابية، بل من خلال بناء علاقات غير تقليدية مع مجتمعات تقنية عالمية، تتخطى الحواجز الدبلوماسية وتُعيد رسم ملامح النفوذ الإقليمي.

إن الفوائد الحقيقية التي لم تذكر في المؤتمر الصحفي أن النسخة الثالثة من مؤتمر  (AICS) تمنح البحرين ثقلًا استشاريًا في السياسات الخليجية والعربية المتعلقة بالأمن الرقمي، مما يوسع من دوائر تأثيرها خارج الإطار التقليدي المعروف، إضافة إلى أن المؤتمر يتجاوز التقنية إلى تحفيز الابتكار المحلي من خلال المختبرات التفاعلية التي تتيح للطلبة عرض مشاريعهم مباشرة أمام خُبراء دوليين، وبهذا تكون البحرين قد خطت خطوات متقدمة في التطور العلمي بما يمنحها القوة في الدفاع عن نفسها والامساك بزمام المبادرة في كل ما يتعلق بالأمن السيبراني.

في قناعتي كمتابع وراصد أن مؤتمر (AICS)ليس مجرد مؤتمر، بل لحظة انتقالية تطرح فيها البحرين نفسها ليس فقط كدولة مضيفة بل كقوة معرفية سيبرانية ناعمة، قادرة على صياغة مستقبل هذا القطاع الحيوي بكل جرأة ومسؤولية، وفاعل معرفي يسعى إلى إعادة تشكيل مفاهيم الأمن الرقمي في المنطقة، ومن هذا المنطلق، يمكن صياغة توصيات استراتيجية تعزز هذا الدور وتمنحه استدامة وتأثيرًا أوسع.

ومع التحديات الراهنة في المنطقة والعالم تأتي أهمية وضرورة إنشاء مرصد سيبراني خليجي بقيادة بحرينية، يتولى رصد التهديدات الرقمية، وتحليل السياسات، وتقديم تقارير دورية لصنّاع القرار، كما يُستحسن أن تطلق البحرين منصة تدريب مفتوحة بالتعاون مع DEF CON، تتيح للطلبة والمهنيين في المنطقة العربية والخليجية الوصول إلى محتوى تدريبي تفاعلي بلغات متعددة، مما يعزز العدالة المعرفية ويكسر احتكار التقنية، وفي سياق بناء الثقة، يمكن للبحرين أن تقود مبادرة إقليمية بعنوان “الشفافية السيبرانية”، تهدف إلى تعزيز الإفصاح عن السياسات الرقمية، وحماية خصوصية المستخدم، وتطوير أطر تشريعية تراعي التوازن بين الأمن والحقوق.

ولعل الاقتباس الذي يلخص هذا التوجه هو ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق كوفي عنان:”المعرفة قوة، والمعلومات تحرّر، والتعليم هو أساس التقدم في كل مجتمع، وفي كل أسرة.”

بهذا المعنى، فإن البحرين لا تكتفي باستضافة المعرفة، بل تسعى إلى تحريرها، وتوظيفها، وتوطينها، لتصبح قوة ناعمة تُعيد رسم ملامح المستقبل الرقمي العربي.

أتوقع ان المؤتمر سيكون تظاهرة عالمية في مجال الأمن السبيراني، وستعبِر من خلالها مملكة البحرين عن تميزها في الإعداد والتنظيم، وبما يظهر ريادتها في المجالات المختلفة، وعُلو كعبها في الحفاظ على تراثها الوطني وتقاليدها الأصيلة، وتفرد كفاءاتها الوطنية.