الرئيسية / أخبار / مسؤول كبير بالجامعة العربية يشيد بالسفير خليل الذوادي وتمثيله للبحرين خير تمثيل في المحافل الإقليمية والدولية

مسؤول كبير بالجامعة العربية يشيد بالسفير خليل الذوادي وتمثيله للبحرين خير تمثيل في المحافل الإقليمية والدولية

تقرير البحرين/القاهرة/ أشاد زيد الصبّان مدير إدارة القرن الأفريقي والسودان بجامعة الدول العربية بمسيرة السفير خليل إبراهيم الذوادي الأمين العام المساعد للشؤون العربية والأمن القومي، مثمنًا إسهاماته الرفيعة في دعم العمل العربي المشترك، وتمثيل مملكة البحرين خير تمثيل في المحافل الإقليمية والدولية، ومؤكدًا أن الذوادي شكّل نموذجًا للدبلوماسي العربي الذي جمع بين رصانة الفكر وعمق التجربة وإنسانية السلوك.

وقال الصبّان في مقالٍ مطوّل نُشر  بصحيفة (الأيام) البحرينية الأربعاء “إن السفير الذوادي ترك أثرًا لا يُمحى في بيت العرب بما تحلّى به من إخلاصٍ وتواضعٍ ونقاءٍ مهنيٍّ نادر، وحضوره الإنساني الذي سبق صفته الرسمية، وأنه مارس القيادة بأسلوبٍ راقٍ يجعل من حوله يشعرون بالاحترام والطمأنينة قبل أن يَصدر منه أي توجيه”.

وأشار الصبّان إلى أن تكريم الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط للسفير الذوادي في الأسبوع الماضي بالقاهرة، بحضور عددٍ من السفراء العرب وسفيرة مملكة البحرين السيدة فوزية بنت عبدالله زينل وقيادات الأمانة العامة، شكّل لحظةً رمزيةً تعبّر عن التقدير العميق لمسيرةٍ مخلصة امتدت لعقودٍ من العطاء والالتزام.
وقال الصبّان إن “الأمين العام قدّم درع الجامعة تقديرًا لما عُرف عن السفير الذوادي من مهنيةٍ رفيعة، ودماثة خلق، ووفاءٍ للعروبة، وعشقٍ صادق لوطنه البحرين، وأضاف ” أن السفير الذوادي تولّى خلال سنوات عمله في الأمانة العامة ملفاتٍ شديدة الحساسية تتعلق بالأمن القومي العربي والتعاون العربي – الأفريقي، فقاد وفود الجامعة في مهامٍ بالغة الأهمية، من أبرزها زياراته المتعددة إلى السودان عام 2019، حيث التقى مختلف القيادات السياسية في الخرطوم تمهيدًا لزيارة الأمين العام، ثم وقّع ممثلًا للجامعة على الاتفاق الإطاري حول السودان في أغسطس من العام نفسه”.

كما مثّل الذوادي الجامعة العربية في اجتماعات التعاون العربي – الأممي عامي 2022 و2024، مؤكدًا في كلماته هناك التزام الموقف العربي الموحّد تجاه القضية الفلسطينية، ومذكّرًا بقرارات القمة العربية في البحرين التي أعادت التأكيد على مركزية فلسطين في الضمير العربي، ودور البحرين في تكريس نهج السلام والتعايش.

وأشار الصبّان إلى أن الذوادي جمع في مسيرته بين العقلانية والدفء الإنساني، موضحًا أنه “كان يرى في كل مهمة عربية مسؤوليةً أخلاقية قبل أن تكون تكليفًا رسميًا”، وأنه استطاع أن يصيغ علاقاتٍ عربية – أفريقية قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم الثقافي، مؤمنًا بأن الدبلوماسية الناجحة هي تلك التي تضع الإنسان أولًا.

ولفت إلى أن خليل الذوادي حمل الثقافة في قلبه منذ بداياته الأولى، إذ عرفه الوسط الثقافي العربي منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، حين أدار في المنامة أمسية الشاعر الكبير نزار قباني، تلك التي قال فيها قباني عبارته الشهيرة:

“يا أحبائي… إن بحرًا واحدًا من العشق يغرقني، فكيف أواجه عشق البحرين؟ وها أنا ذا أعود لأنام على ذراع المنامة.”

وأوضح الصبّان أن تلك اللحظة الثقافية الخالدة كانت بالنسبة للذوادي رمزًا لمعنى البحرين في الوجدان العربي، ولعلها بقيت راسخة في ذاكرته كما بقيت المنامة في قلب نزار، مضيفا بقوله “ظلّ السفير خليل الذوادي وفيًّا لتلك الروح الإنسانية، فلم تغيّره المناصب ولا بروتوكولات العمل الدبلوماسي، فكان – كما وصفه زملاؤه – دبلوماسيًا يدخل إلى القلوب قبل أن يدخل إلى القاعات، وكان حين يزور المكاتب في الأمانة العامة يطرق الأبواب بنفسه، بابتسامةٍ لا تفارق وجهه، وعباراتٍ تبعث الطمأنينة في نفوس الجميع.”

وفي كلمته خلال حفل التكريم، ألقى ممثلو قطاع الشؤون العربية والأمن القومي كلمةً مؤثرة قالوا فيها:

“لقد عملنا مع السفير خليل الذوادي على مدى عشر سنوات، فرأيناه يُتقن عمله بصمتٍ وصدقٍ، ويتعامل مع الجميع بتواضعٍ وصفاءٍ نادرين، حتى أصبح العمل معه متعةً لا واجبًا، فكان خُلقه الرفيع وروحه الطيبة مصدر دعمٍ واطمئنانٍ للجميع.”

كما قدّم القطاع تذكارًا رمزيًا نُقشت عليه أبيات الشاعر زهير بن أبي سلمى التي أحبها الذوادي كثيرًا، وجاء فيها:

تراه إذا ما جئته متهلِّلًا

كأنك تُعطيه الذي أنتَ سائلُه

ولو لم يكن في كفّه غيرُ نفسِه

لجاد بها، فليتقِ اللهَ سائلُه.

وقال الصبّان إن هذه الأبيات “تلخّص شخصية الذوادي كما عرفه زملاؤه: كريمًا في عطائه، نقيًا في إنسانيته، صادقًا في إخلاصه”، مؤكدًا أن “هذه الصفات جعلته من القلائل الذين يظلون في الذاكرة مهما تغيّرت المواقع والظروف، وختم زيد الصبّان، مدير إدارة القرن الأفريقي والسودان بجامعة الدول العربية تصريحه بالقول:

“إننا نودّع اليوم رجلًا ترك فينا درسًا في التواضع والعمل الصامت، وفي كيف يمكن للدبلوماسية أن تكون أخلاقًا قبل أن تكون سياسة. لقد قدّم السفير خليل الذوادي نموذجًا للبحريني والعربي الذي يخدم وطنه وأمته في آنٍ واحد، وعلّمنا أن القيادة ليست في المنصب، بل في السلوك، وأن المحبة والاحترام هما أعظم وسيلتين لصناعة الأثر.”

واختتم الصبّان مقاله بعبارةٍ كان السفير الذوادي يختم بها دائمًا مقالاته ولقاءاته:

“على الخير والمحبة نلتقي.”