الرئيسية / أخبار / (الكتاب البرتقالي).. حينما يكون الخيال ثروة وطنية..! بقلم مني الروبي
منى الروبي

(الكتاب البرتقالي).. حينما يكون الخيال ثروة وطنية..! بقلم مني الروبي

في حلقة نقاشية عُرض السؤال الآتي..لماذا اختارت الكاتبة البحرينية (منى الروبي) اللون البرتقالي ليكون غلاف باكورة كتبها الإبداعية الفنية المعنية بتعزيز المواطنة و تنمية الذات ؟ ولماذا ركزت على اسلوب الابتكار الفني ؟.

وها انا ذا ساخبركم  السبب،  في بدايات القرن الواحد والعشرين ظهر مصطلح (الاقتصاد البرتقالي) وهو المفهوم الذي طرحه فيليبو بويغ عام 2013 في كتابه The Orange Economy: An Infinite Opportunity ( الاقتصاد البرتقالي..فرص لا محدودة) هذا الكتاب اعتُبر نقطة تحول في التفكير الاقتصادي العالمي، إذ قدّم رؤية تؤكد أن الإبداع والابتكار والخيال موارد اقتصادية لا تقل أهمية عن النفط والغاز، في عام 2014 تبنّت منظمة اليونسكو والبنك الدولي هذا التوجه، معتبرين الصناعات الإبداعية – من السينما والموسيقى إلى التصميم والأزياء والفنون البصرية – قوة دافعة للاقتصاد، الأرقام لم تكن عادية ففي 2015 ساهم الاقتصاد الإبداعي بنسبة 3% من الناتج المحلي العالمي ووفّر أكثر من 30 مليون وظيفة.

لننظر إلى بعض الأمثلة.. هوليوود في الولايات المتحدة حققت عام 2019 عوائد تجاوزت 42 مليار دولار من شباك التذاكر العالمي، وهو ما جعل صناعة السينما الأمريكية الأكبر في العالم، في الهند بلغت إيرادات بوليوود حوالي 2.8 مليار دولار في 2021، لتُثبت أن الإبداع يمكن أن يكون صناعة تصديرية كبرى تعبر الحدود، أما الأدب فمثال ج. ك. رولينغ، وكتب هاري بوتر يعكس قوة الاقتصاد البرتقالي الثقافي، حيث باعت السلسلة منذ 1997 أكثر من 500 مليون نسخة وحققت عوائد تفوق 7.7 مليار دولار من الكتب وحدها، بخلاف الأفلام ومنتجات الترفيه المرتبطة بها، هذه الأرقام ليست مجرد أرباح، بل دلائل على أن الخيال يمكن أن يكون ثروة وطنية.

أما اللون البرتقالي نفسه، فقد أثبت حضوره عبر العصور، علماء علم النفس اللوني مثل فابر بيرون عام 1969 أكدوا أن البرتقالي ينشّط العقل ويفتح مسارات التفكير الخلّاق، شركات كبرى مثل Nickelodeon منذ 1977 اعتمدت البرتقالي لتعكس المرح والانطلاق، بينما استخدمته Harley Davidson لتعزيز صورة الجرأة والطاقة، وفي الأبحاث العلمية نشرت جامعة كاليفورنيا عام 2002 دراسة تثبت أن البرتقالي يزيد من إفراز هرمونات السعادة ويحفز النشاط، حتى في الفن استخدمه فان غوخ عام 1888 ليمنح لوحاته وهجاً داخلياً متدفقاً بالحياة، بينما ارتبط منذ القرن الخامس قبل الميلاد بالروحانية والتجدد في ملابس الرهبان البوذيين.

واليوم حين أصدرت كتابي The Snacks Portfolio، لم يكن اختيار الغلاف البرتقالي صدفة، أردته أن يحمل معه فكرة أن أرسم الطريق  إلى عالم الإبداع  كتابي ليس مجرد أنشطة للأطفال، بل انعكاس لفلسفة الطاقة البرتقالية: تعليمك قوة، خيالك فرصة، وإبداعك ثروة.