الرئيسية / أخبار / برعاية السفير فيصل البوسعيدي.. افتتاح معرض الفنانة التشكيلية العُمانية نائلة المعمرية (تأملات دائرية)

برعاية السفير فيصل البوسعيدي.. افتتاح معرض الفنانة التشكيلية العُمانية نائلة المعمرية (تأملات دائرية)

تقرير البحرين/المنامة/ شهدت مدينة المحرق التأريخية في العاشر من اكتوبر الجاري افتتاح معرض الفنانة التشكيلية العُمانية نائلة المعمرية -المعرض الشخصي الخامس تحت عنوان (تأملات دائرية) ويستمر حتى تاريخ 26 من هذا الشهر بصالة هند جاليري لصاحبها الفنان التشكيلي علي المحميد بالمحرق، تضمنت المجموعة الفنية (تأملات دائرية) إثنان وثلاثون لوحة تشكيلية، بمختلف المقاسات والخامات، على لوحات مربعة ولوحات دائرية الشكل.

حظى حفل الافتتاح بحضور ورعاية سعادة السفير السيد فيصل بن حارب البوسعيدي سفير سلطنة عمان لدي مملكة البحرين، وسعادة المستشار ناصر بن راشد المعولي، ولفيف من الدبلوماسيين والفنانيين التشكيليين والإعلاميين، ومحبي الفن التشكيلي، الجميع عبّروا عن سعادتهم بما وقفوا عليه من “أعمال فنية على مستوى راق من الإبداع والموهبة الفنية التي تتحلى بها الفنانة المعمرية”.

الفنانة التشكيلية العُمانية نائلة المعمرية قدمت شكرها الجزيل للأستاذ الفنان علي المحميد لاستضافته المعرض واستقباله للضيوف كما عبّرت عن سعادتها بالحضور الأنيق من النخبة الفنية والثقافية بمملكة البحرين، وحول تأملاتها الدائرية التي برزت في لوحاتها الفنية قالت المعمرية ” عكفتُ علي دراسة لشكل الدائرة سواءً كانت متمثله كمساحة محصورة على شكل دائرة أو نقطة، في بعض من الكائنات ومخلوقات رب العالمين، مثل الحيوانات أو الحشرات أو النباتات أو الأحجارأو خلايا الاجسام وما شابه في هذا الكون، وقد درست بدقة الشكل واللون، وترجمت ذلك في لوحات تجريدية رمزية، بتكوينات خاصة وبتقنياتها المعروفه بها”.

الطبيعة والبيئة

وأضافت ” الزائر للمعرض والمتأمل في اللوحات يجد تركيزي الكبير على الطبيعة والبيئة المحيطة بها ومكونات من حولها بشكل دائم، هو إعتبارها أن الفن عبادة، في تأملها و ترجمتها من خلال المدرسة التجريدية والمدرسة الرمزية التي تعتمد على التعبير عن الموضوع من غير توضيح التفاصيل الدقيقة، ولقد خلق الله عز وجل لنا الطبيعة وتفنن بإتقان في خلقه، حتى ندرك معنى الجمال الحقيقي شكلياً و لونياً، ومن هنا أرى تأملي هو صفة من الصفات التي وهبها الله لنا جميعاً، فإذا ما تأملت إحدى المخلوقات مثلاً كعين أحد الطيور والدرجات اللونية التي خلق بها، يدفعني للتأمل في العين وما حولها من درجات لونية على الريش والأقدام و المنقار ، أري جمالاً متكاملاً مُتقن في توزيعه ونسبه و توازنه اللوني والشكلي، فالتأمل يجعلني أدرك ويدفعني لأتذوق الجمال في الإشكال من حيث التكوينات والألوان الربانية”.

وبيّنت الفنانة التشكيلية نائلة المعمرية “أن الجمال ليس إلا عملاً فنياً متكاملاً لنا فيه دوراً أساسياً إذ نقوم بعمليات فنية تساعدنا في إبراز محاسنه وجمالياته بأساليبنا الخاصة، وترجمة تذوقنا وإحساسنا الذي يحتاج إلى تعمق في دراسته، لنتمكن من  إظهاره و إبرازه وحذف بعض الأشياء بناءً على التكوين الخاص بنا، الفن التشكيلي رسالة سامية يحملها كل فنان بداخله لنفسه وللعالم إنه الفن الذي يترجم هويتنا ويُعبر عن ما حولنا من طبيعة أو قضايا، من خلال أعمالي الفنية فأنا دائما أحث وأشجع طلبة وطالبات المدارس والجامعات الفنية والتشكيلية والمهتمين بخلق لغة تواصل بين الفن والطبيعة، بإعتبار أن ما حولنا من طبيعة يمثل أكبر مرجع للتعليم الفني من خلال التناسق والتناغم والإنسجام والتكوينات المُبدعة، التي خُلقت بإتقان عجيب من المبدع الأول رب العالمين له القدرة سبحانه وتعالي بأسس فنية عالية ومتشبعة بالقيم الفنية التي ينادي بها كل فنان في أعماله”.

مشاهدات

شهد حفل الافتتاح حضور دبلوماسي مميز من بينهم القنصل لينة السبوعي قنصل دولة تونس بالمملكة، السيد عبد الرحمن علي عبد الرحمن القائم بأعمال الإنابة بسفارة جمهورية السودان بالمملكة، ومجموعة كبيرة من الفنانين التشكيلين في مقدمتهم الفنانة بلقيس فخرو، وعائشة حافظ  والشاعرة البحرينية د.منيرة السبيعي، د.سلامة الحدي، إيرينا أفرينوس، إيمان الجار، إيوجي، إيرينا كوتوفا والفنان التشكيلي سعيد رضي، وأحمد عنان ومحمد تقي، والفنانة البحرينية بثينة السماك، والعديد من المفكرين والمثقفين ومريدي الفنون.

حول افتتاح معرضها في البحرين قالت الفنانة نائلة المعمرية “في الحقيقة لدي رؤية فنية وإنسانية في عرض أعمالها خارج سلطنة عمان وذلك لتعريف نفسي كفنانة تشكيلية للجمهور الفني ومحبي الفن التشكيلي في الدول الشقيقة والصديقة، فأنا أدرك البعد الإنساني في نشر تجربتي الفنية لزملائي التشكيليين للاستفادة من قراءتهم لأعمالي وهذا أمر يسعدني ويعزز من نجاحي بأن استفيد من خبرات الفنانيين التشكيليين، وأنا جد سعيدة بأن يحط معرض هذا في مملكة الفنون والسحر والجمال وجنة ديلمون العريقة مملكة البحرين، لأترجم عمق العلاقات الوطيدة ما بين العمانيين وأخوانهم البحرينين منذ زمن بعيد، في مجال العمل و التجارة وغيرها”، مشيرة إلى ارتباط العُمانيين من ازمات بعيدة بأهل البحرين مضيفة بقولها ” “الدليل على ذلك سفر أعداد كثيرة من العُمانيين إلى البحرين، وقد إعتاد جدي رحمه الله السفر إلي مملكة البحرين منذ زمن بعيد بهدف التجارة والعمل، إضافة إلي تزاوج كثير من العائلات العُمانية بعائلات بحرينية وما زال البعض يعيش هنا في هذه الأرض الطيبة”.

صالة هند جاليري

وقد ترتب علي إختيارها القيام بعدة إجراءات أولها مخاطبة العديد من الجهات المختصه والمعنية بالفنون التشكيلية في مملكة البحرين، ، واختارت صالة هند جاليري بالمحرق لتكون منبرها الفني الأول والمتميز بتاريخه لعرض أولي معارضها الشخصية بالبحرين، وحين سؤال الفنانة المعمرية عن السبب وراء إختيارها صالة هند جاليري الذي يقع في المحرق أوضحت “صالة هند جاليري يمتلكها الفنان التشكيلي الجليل والنحات علي المحميد ؛ فقد إستطاع أن يخرج بل ويُعلم أجيالاً علي مر السنين، وهو من الفنانين الذين لنشاطهم الفني الرائع والدائم أثراً في رفع ونشر الذائقة الفنية منذ خمسة عشر عاما”.

والحقيقة أن صالة هند جاليري ترحب وتشجع دائماً بكل الفنانين سواء البحرينيين أو من فناني الدول الأخرى علي إقامة معارضهم ودمج ثقافاتهم المختلفة بثقافة البحرين الأصيلة وذلك وفقاً لهدف ورسالة الفنان علي المحميد ودعمه الدائم للفن بمختلف ألوانه وذلك لخلق روح التعايش السلمي وتعدد الثقافات ونشر السلام عن طريق الفن ، كما أن الجاليري في مدينة المحرق وهي من الأماكن التراثية العريقة في مملكة البحرين التي نفتخر بها.

الفنانة نائلة المعمرية

يذكر أن الفنانة نائلة المعمرية فنانة عمانية حاصلة علي ماجستير الفن الدولي المعاصر وممارسة التصميم، تتميز بأعمالها ونجاحاتها المستمرة خلال ستة وعشرون عاماً، عملت الفنانة في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية ثم إفتتحت مركزها الخاص للفنون التشكيلية في عام 2021م.

نالت عدة جوائز أهمها الجائزة البرونزية للمعرض السنوي الثاني عشر للفنون التشكيلية عام 2004م، كما نالت الجائزة التشجيعية بمهرجان الفنون التشكيلية بمسقط عام 2010م، تقلدت المركز السابع بمعرض قضايا وإحتياجات المعوقين عام 1997 وتم تكريمها بمناسبة يوم المرأة العمانية من السيدة الجليلة زوجة جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد عام 2020م.

تغطية صحفية شيرين فريد