الرئيسية / أخبار / النخلة تكبر.. وسمو الشيخ ناصر بن حمد يحرس ظلها..د. بثينة خليفة قاسم

النخلة تكبر.. وسمو الشيخ ناصر بن حمد يحرس ظلها..د. بثينة خليفة قاسم

ليست كل الأشجار تحمل في جذوعها ذاكرة وفي ظلّها وطنا، إلا النخلة، فهي لا تنمو فحسب، بل تنقل الميراث. وعندما تأتي البرامج الوطنية لتعيد لها مجدها، فإنها لا تنقذ التربة فقط، بل تُعيد للناس صوتهم. سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لا يتعامل مع الموروث كمن ينظر إلى الوراء، بل كصاحب رؤية يستخرج من الماضي طاقة جديدة تتحدث إلى الحاضر وتتجاوز الزمن.. مبادراته المتكررة تعكس ثقافة قيادية تنظر إلى التراث لا من زاوية الحنين، بل من منظور الاستثمار.
فعالية “موروث النخلة” التي أطلقتها اللجنة البحرينية لرياضات الموروث الشعبي ليست مجرد مهرجان زراعي، بل إحياء لتراثٍ متكامل. من تكريب الجذوع، إلى تمييز الفسائل، إلى الاحتفاء بجماليات المزارع المتقنة.. كل تفصيلة تعكس تقليدًا بحرينيًا عريقًا يشدّ أبناء اليوم نحو جذورهم. النخلة لا تمنح الظل فقط، بل تقدم فلسفة أن تكون شامخًا ومتواضعًا في الوقت ذاته، أن تعطي دون انتظار، وأن تثبت دون جدال.. وتحت ظلّها، يتساوى الغني والفقير، وهذا بالضبط ما تعبّر عنه رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد، بيان مؤسسي يُجدّد العلاقة بين المواطن والأرض، ويربط بين الشباب وجذورهم التراثية. وكما قال الشاعر العربي القديم: “وأكرمُ ما يكونُ المرءُ زرعًا.. إذا ما طابَ أصلُهُ واستوى فرعُه”. وهكذا هي النخلة.. وهكذا هم أولئك الذين يعرفون قيمتها، لا بالحنين فقط، بل بتحويل هذا الحنين إلى رؤية، ومشروع، ومستقبل.

وقد يكون من المفيد تحويل هذه المبادرات إلى برامج تدريبية ومعاهد متخصصة تُعنى بمهارات المزارع البحريني وفنون العناية بالنخيل، بحيث لا تبقى النخلة مجرد رمز محفوظ في الذاكرة، بل تصبح مدرسة حيّة للهوية ومكانًا ينشأ فيه الجيل الجديد على الانتماء، والعمل، واحترام الأرض التي شكّلت جوهر معنى أن تكون بحرينيا.

عن (صحيفة البلاد) البحرينية

* كاتبة وأكاديمية بحرينية