الرئيسية / مقالات / المؤامرة الموسيقية- بقلم منى الروبي

المؤامرة الموسيقية- بقلم منى الروبي

الجدل حول الترددات الموسيقية 432 هرتز و440 هرتز يرتبط بالتاريخ والعلم وحتى التصورات الميتافيزيقية. تاريخيًا، يُشار إلى التردد 432 هرتز باسم “لا فيردي” نسبة إلى المؤلف الإيطالي جوزيبي فيردي، الذي كان يدعم هذا التردد لاعتقاده بأنه يتناغم بشكل أفضل مع الاهتزازات الطبيعية للكون ويكون أكثر إرضاءً للأذن. ومع ذلك، فقد فقد هذا التردد شعبيته في القرن العشرين عندما أصبح التردد 440 هرتز هو المعيار.
يرتبط التحول إلى 440 هرتز بفترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين. هناك نظرية مؤامرة تشير إلى أن أدولف هتلر وجوزيف غوبلز، وزير الدعاية النازية، دعما التردد 440 هرتز معتقدين أنه يسبب التوتر ويسهل السيطرة على الجماهير. ومع ذلك، فإن هذه الادعاءات تفتقر إلى دليل تاريخي موثوق. ما هو مؤكد هو أنه في عام 1939، اقترح مؤتمر دولي في لندن استخدام التردد 440 هرتز كمعيار لضبط الموسيقى. وفي عام 1955، اعتمدت المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) هذا التردد رسميًا كمعيار عالمي.
يدعي مؤيدو التردد 432 هرتز أنه يتناغم بشكل أفضل مع الطبيعة وجسم الإنسان. ويُقال إن هذا التردد يتماشى مع رنين شومان، وهو التردد الكهرومغناطيسي الطبيعي للأرض، مما يعزز الاسترخاء والوضوح والرفاهية العاطفية. وغالبًا ما يوصف بأنه أكثر نعومة وطبيعية، مما يجعل المستمعين يشعرون بالهدوء والتوازن. وعلى مستوى الاهتزاز، يُعتقد أن 432 هرتز يتوافق مع النسبة الذهبية (فيبوناتشي)، وهي نسبة رياضية موجودة في الطبيعة والفن وجسم الإنسان.
من جهة أخرى، يُعتبر التردد 440 هرتز أكثر حدة وعدوانية. ورغم أنه أصبح المعيار العالمي لأسباب عملية، يجادل البعض بأنه قد يسبب التوتر والقلق. أشارت بعض الدراسات إلى أن الاستماع إلى الموسيقى عند تردد 432 هرتز قد يخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب مقارنة بتردد 440 هرتز، الذي يُعتقد أنه قد يفرط في تنشيط الجهاز العصبي.
يعكس هذا الجدل السعي البشري لفهم كيف يؤثر الصوت والاهتزاز على العواطف والعقل والجسم. وبينما تظل الأدلة العلمية على الفروقات الفسيولوجية العميقة محدودة، يفضل العديد من الموسيقيين والمستمعين التردد 432 هرتز لتأثيره المتناغم والمريح مع الطبيعة.