إن دور المرأة البحرينية في إحياء التراث والفن وتأثيرها الثقافي والسياحي لا ينكره جاهل تُعد المرأة البحرينية رمزاً للإبداع والعطاء، وقد لعبت دوراً محورياً في إحياء التراث البحريني والمحافظة عليه، سواء عبر الحرف التقليدية مثل صناعة الدرّاعات، البخور، والعطور، أو من خلال الفنون التي أصبحت وسيلة لتوثيق الهوية الوطنية وتعزيز السياحة الثقافية في المملكة.
المرأة البحرينية لم تكن فقط حافظةً للتراث، بل كانت مبدعةً تسعى لتطويره وإحيائه بأساليب معاصرة. عبر أيديها الماهرة، تحول التراث إلى منتجات فنية تعكس أصالة الماضي وجمال الحاضر، مما أسهم في وضع البحرين على خارطة السياحة الثقافية.
الفن في البحرين هو جسر يربط بين الحاضر والماضي، وبين الأجيال المختلفة. ومن هنا، يبرز التساؤل: أين نحن اليوم من إرث المرأة في حضارة دلمون؟ في ذلك الزمن، هل كانت المرأة جزءاً أساسياً من نسيج المجتمع؟ هل كانت تلعب دوراً فعالاً في الحياة اليومية، سواء في الحكم أو الاقتصاد أو الفن. يُعتقد أن المرأة الدلمونية كانت تتمتع بقدرٍ من التمكين، على الرغم من اختلاف الظروف، يظهر ذلك في الاختام الدلمونية مما يعكس جذور الريادة النسائية في البحرين.
في عهد جلالة الملك المعظم، حظيت المرأة البحرينية بمزيد من الدعم والتمكين لتصبح شريكاً فاعلاً في مختلف المجالات. و بتأسيس المجلس الاعلى للمراه اصبح التمكين فعليا . و بالنسبة للفن النسائي البحريني، على وجه الخصوص، شهد تطوراً ملحوظاً بفضل جهود فنانات رائدات مثل سعاد علي و شفيقه يوسف ،و بلقيس فخرو، مريم زمان، وغيرهن، اللاتي رفعن اسم البحرين بفخر في المحافل الفنية والثقافية.
هذه الإبداعات ليست مجرد أعمال فنية، بل هي وسيلة لرقي الشعوب، حيث يُقاس تطور أي مجتمع بمدى تقدمه الفني والثقافي. المرأة البحرينية أثبتت جدارتها في تقديم صورة مشرقة عن وطنها من خلال إبداعاتها التي تجمع بين الأصالة والحداثة، وتجسد القيم الثقافية والهوية الوطنية.
ختاماً، تحية لكل امرأة بحرينية، فنانة كانت او عاملة او ربة منزل تعد شعبا طيب الاعراق ، نساء يحملن روح البحرين في قلوبهن ويسهمن في تعزيز مكانة وطننا العزيز إقليمياً ودولياً. نعم، نحن فنانات بحرينيات نفتخر بتراثنا ونحمله أينما ذهبنا، لنروي للعالم قصة وطن غني بإبداع نسائه وتراثه العريق.