يعد المسرح من الفنون الغنية والمتنوعة بمدارسها، والتي تشمل المدرسة الواقعية، الرمزية، العبثية، والتجريبية، حيث تتميز كل منها بسماتها وأدواتها. تتسم المدرسة الواقعية بتصوير الحياة اليومية بصدق وبساطة، فتقدم شخصيات ومواقف قريبة من حياة الجمهور لخلق اتصال واقعي بينهم وبين العمل. أما المدرسة الرمزية، فتستعين بالرموز والدلالات للتعبير عن أفكارها بشكل غير مباشر، وتدعو الجمهور للتأمل في المعاني الخفية للعرض. في المدرسة العبثية، يتم التركيز على تصوير عبثية الحياة من خلال مشاهد وحبكات غير منطقية، فيطرح تساؤلات حول معنى الوجود، بينما تقدم المدرسة التجريبية أشكالًا جديدة في الأداء المسرحي، كالتركيز على الإضاءة والصوت والحركة بأساليب غير مألوفة لإثراء التجربة البصرية.
ورغم تنوع هذه المدارس، تظل البساطة في تقديم العرض المسرحي عنصرًا هامًا في إيصال الرسالة للمشاهد العام و خصوصا لهؤلاء الذين يؤسسون ثقافة مسرحيه في مجتمع يبدا في استيعاب المسرح و ادواته و في هضم هذا الفن الذي يعد شابا نسبيا عليه. فكثيرًا ما تعيق الرمزية المعقدة أو الزخم البصري المفرط الفهم الكامل للعرض، حيث قد تغمر المشاهد التفاصيل الغامضة والأدوات الرمزية الكثيفة، مما يضعف من وضوح الفكرة. لذلك، تأتي أهمية التبسيط كوسيلة للوصول إلى قلب الفكرة بسهولة، مما يعزز من تفاعل الجمهور ويعمق تجربته الفكرية والعاطفية.
وتبرز أهمية البساطة في أمثلة مسرحيات عالمية، مثل مسرحية (في انتظار غودو ) لصمويل بيكيت، التي طرحت قضايا فلسفية عميقة من خلال ديكور بسيط وشخصيات قليلة، مما أتاح للجمهور التفاعل والتأمل بشكل أعمق. على النقيض، نجد مسرحيات كثيفة التأثيرات مثل (فاوست) للفيلسوف الالماني يوهان غوته، التي تعتمد على الزخم البصري والرمزية العالية، مما قد يؤدي إلى تشويش الفكرة المركزية وتشتت انتباه الجمهور عن الرسالة الأساسية.
في الختام، يسعى المسرح إلى تحقيق التوازن بين الرمزية والتبسيط، ليتمكن من إيصال رسالته بسلاسة وعمق، مع إثارة التساؤل والتأمل لدى المتلقي.