في مثل هذا اليوم، التاسع عشر من يونيو، مضت أربعة أعوام على رحيل أخي الغالي وزميلي العزيز، الصحفي الأستاذ هشام عدوان. لم يكن يومًا عاديًا؛ فقد كان مليئًا بالحزن والإيمان، إذ شعرت فيه بثقل الفقد كما لم أشعر به من قبل. هشام لم يكن مجرد زميل في الوسط الصحفي البحريني، بل كان رفيقًا دخل حياتي بكل تفاصيلها، يتابعني ويهتم بكل ما يعترض طريقي من مشكلات، يسعى دومًا لحلها بكل محبة واستعجال.
كان هشام أحد أعز الزملاء الذين رافقوني في مسيرتي الصحفية، جمعتنا علاقة محبة وصداقة، ونشأت بيننا مودة راسخة منذ أن التقيته لأول مرة في صحيفة (الوسط) أواخر عام 2003، حين سلّمني مهام ديسك الأخبار المحلية. ثم جمعتنا الأقدار مجددًا في صحيفة (الأيام) حيث سلمني المهام ذاتها مرة أخرى.
منذ ذلك الحين، أصبحنا كالأخوين، جمعنا شغفنا بالمعرفة والثقافة، وحبي لفلسطين وحبه العميق للسودان وأهله. كان يسأل عني كلما غبت، وأزوره باستمرار في مكتبه بهيئة تنظيم سوق العمل، حيث لم يبخل عليّ بالدعم والمساندة. كنا نلتقي كثيرًا في ذلك المقهى القديم قرب مقبرة المنامة، نتبادل أطراف الحديث عن الفن والثقافة والإعلام.
وعندما التحقت بوكالة أنباء البحرين، كان هشام يشغل منصب إدارة الإعلام والصحافة بالهيئة، يكلمني كل يوم يتابع ما أُنشره من أخبار. وقبل تقاعده بقليل، التقيته للمرة الأخيرة. كان محبًا للهجة السودانية بشكل لافت، لا يحادثني إلا بها، بطريقة محببة تبعث في نفسي البهجة، وله أصدقاء كثر من السودان في البحرين ودول الخليج.
حمل هشام في قلبه من الإنسانية ما يصعب وصفه. كان ممن تظهر معادنهم وقت الشدة، رجلًا عفيف النفس، نظيف اليد والقلب، محبًا لزملائه بمحبة خالصة لم أرَ مثلها في حياتي. وكان فوق كل ذلك صحفيًا متميزًا، واسع المعرفة، قوي اللغة، قومي الهوى، يحب كل شعوب العالم العربي ويصادق أبناءه في مختلف العواصم.
رحمك الله، يا هشام، رحمةً واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وجعل فقدك علينا خفيفًا مهما عظم.
يا هشامُ، الروحُ تشتاقُ الوصالا
وحديثُ الذكرِ يعبقُ بالجمالا
كنتَ فينا طيفَ خيرٍ لا يُجارى
صادقَ السعيِ، كريمًا، لا مبالا
كم عبرتَ الدربَ معنا بابتسامٍ
في غيابِك، لا تزالُ لنا حضورًا
في الوفاءِ، وفي الكلامِ، وفي الخيالا
لكَ من قلبي دعاءٌ مستفيضٌ
أن تكون بالفردوسَ نورًا وجمالا
–
أخوك
خالد ابواحمد