الرئيسية / مقالات / معركة الوعي وانفضاح المخططات!- بقلم الأستاذة فوزية رشيد

معركة الوعي وانفضاح المخططات!- بقلم الأستاذة فوزية رشيد

كثيرة هي المخططات التي تم تناوبها على المنطقة العربية، لأسباب مختلفة، ترمي في النهاية إلى تفكيك دول هذه المنطقة، والسيطرة الكاملة عليها، كمخزون استراتيجي في الموقع والثروات والطاقة، وكمنبع لكل الرسالات السماوية ودين الإسلام، باعتبارها النقيض الذي يهدد «الفلسفة المادية الغربية».. ولذلك لا بد من تغيير الأفكار حولها!

وفي إطار تلك المخططات فإن الدور الأكبر فيها هو للوعي ولمعركته المستمرة، سواء في الإطار الرسمي العربي، أو في الإطار الشعبي، ولذلك فإن وسائل الوعي «الناعمة» كالبحوث الفكرية ومراكز الفكر الاستراتيجية، والإعلام، والدراما، هي وسائل مهمة جداً في هذه المرحلة، وخاصة مع ترسّخ آليات «الحرب الفكرية» و«الحرب على العقول» في الاستراتيجية الغربية القائمة على صناعة تلك المخططات، واختراق المجتمعات العربية بها وبذات الوسائل السابقة!

إن موجات الفوضى وربيعها العبثي، الذي تلاعب بمصائر شعوب ودول، تواجهها حاليا السعودية ومصر وبعض الدول الخليجية، وحيث ما بعد 2011 بدأت تلك المواجهة، وتمّ إسقاط أهم المخططات في البحرين بمواجهة «الحراك الانقلابي الطائفي» وفي مصر بمواجهة «التسلط الإخواني على الحكم مدة عام»، وحيث أدّى الشعب المصري والشعب البحريني وقواتهما المسلحة أهم المواجهات مع تنامي الوعي سريعاً بأهداف تلك المخططات!

السعودية ومصر حالياً تواجهان كل أشكال الحرب على توجّه الاستقلالية بالقرار، بعيداً عن مآزق التورّط فيما يريده الغرب لهما، من التفكك والضعف، وباعتبارهما حجري الأساس في معركة الوعي العربي، الذي يزداد عمقاً عاماً بعد عام، رغم كل الحيل السياسية والدبلوماسية والضغوط، والتلاعب بمفهومي «الحريات والحقوق» كأداتين ناعمتين في الضغط!

في مسلسل (الاختيار3) الذي سبق الحديث عن بعض تفاصيله، وقد وصل إلى نهايته مع نهاية شهر رمضان، يتضح كيف استطاع “الوعي الشعبي المصري”،  ووقوف الجيش المصري موقفه الوطني المشهود، من الحراك الشعبي في 30 يونيو 2013، من إسقاط مخطط الإخوان! ومواجهة جرائمهم، ومحاسبة قادتهم بعد ذلك في محاكمات علنية كما نعرف جميعاً، ولكن القرار المصيري الذي اتخذه الجيش المصري الوطني، وموقف السعودية من “الثورة الشعبية التصحيحية”،  كان له أبلغ الأثر، ليس فقط في إنقاذ مصر، وإنما إنقاذ المنطقة من أبشع المخططات التدميرية، ومثله حدث مع موقف السعودية من أحداث البحرين في 2011! ولا يزال الموقف السعودي الداعم وموقف بعض دول الخليج مما يحدث في مصر، هو موقف بالإمكان إرجاعه وإسناده إلى معدّل “الوعي”،  بما يُراد من تلك المخططات للمنطقة بأكملها، وليس لمصر وحدها!

بالطبع تلك “العقلية الغربية الاستعمارية”،  التي تنتج بشكل متواصل أجندات ومخططات ستبقى مستمرة بل ومستميتة في الإبقاء على مشاريعها التدميرية، لمواصلة هيمنتها على المنطقة والعالم، وما يحدث من مواجهة بين “الناتو وروسيا”،  في الأزمة الأوكرانية هو جزء من الإصرار على مخرجات تلك العقلية، لمنع دخول العالم في أطر التعددّية، التي حتماً ستفقد أمريكا والغرب هيمنتهما الطاغية على مصير العالم كله إن كسبت روسيا الرهان! وسيبقى الوعي هو سيد الموقف ليس فقط في مواجهة المخططات، وإنما أيضاً في الحفاظ على ما تبقى من ثوابت “الأمن القومي العربي”، الذي يواجه اليوم سيناريوهات مختلفة لخلخلته وإسقاطه حتى بعد أن انكشفت!

نقلا عن صحيفة (أخبار الخليج)