الرئيسية / مقالات / قصة الزوجين..بقلم-منى الروبي

قصة الزوجين..بقلم-منى الروبي

عندما طلب مني زوجان أن أجهز لهما أربع لوحات لتزيين منزلهما الزوجي، شعرت بسعادة غامرة. لم يكن الأمر مجرد طلب عادي، بل كان فرصة  لمشاركتي الوجدانيه تاسيس منزل جديد و لتقديم عمل يعكس شخصيتهما ويضفي طابعاً فريداً على منزلهما. قررت الذهاب إلى منزلهما لمعاينة المساحة ومعرفة ما يناسب المكان من حيث الموضوعات، الألوان، والأحجام. كما أردت التعرف عليهما بشكل أعمق لفهم ذوقهما واهتماماتهما، مما يضمن أن يكون العمل متلائماً مع شخصياتهما وما يحبان.

بعد أن جمعت القياسات ولاحظت مصادر الضوء وانعكاساته في المنزل، عدت إلى مرسمي متحمسة للعمل. أمضيت أسبوعاً كاملاً أعمل على إعداد اللوحات الأربع، على ألحان( الف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله محمد ) و ( صباحه خطبها نصيب)  مركزةً على كل تفصيل صغير لضمان توافق الأعمال مع أجواء المنزل، كنت حريصة على اختيار الألوان التي تتناسب مع الديكور العام، وتكوينات اللوحات التي تُظهر جمال الإضاءة في الغرفة.

بعد الانتهاء من اللوحات، عدت إلى منزل الزوجين لتسليم الأعمال. استقبلا اللوحات بحفاوة، وشكراني بحرارة على الجهد الذي بذلته. بدأنا معاً في تركيب اللوحات، وكانت لحظة مؤثرة عندما رأينا كيف أضافت اللوحات بعد جديد  إلى المنزل. بينما كان الزوج يقدم لي الشيك المتبقي لقاء العمل، توقف فجأة وسألني بنبرة استغراب: “لماذا أسعار لوحاتك مرتفعة مقارنةً بالفنانين المحليين الآخرين؟ هذا العمل لم يستغرق منك سوى أسبوعاً!”.

ابتسمت بهدوء وقلت: “صحيح، لقد استغرق إعداد هذه اللوحات أسبوعاً، لكن هذا الأسبوع هو نتيجة ما يقارب ربع قرن من الخبرات، السفر، الترحال، التجارب القراءة و الدورات التدريبية  والمشاركات الفنية على مستوى دولي” ابتسمت الزوجة ( في احراج بالغ)  معاتبةً زوجها وقالت: “يعطيك العافية فنانتنا ، لقد أضفت إلى منزلنا الروح!”

كان هذا التقدير بمثابة تأكيد لي أن الفن ليس مجرد وقت يُقضى في العمل على لوحة، بل هو تراكم لسنوات من التطور والممارسات و التفكير الفلسفي وأحيانا البسيط، و لكن في النهاية هو الحكم المحسوس.

.