الرئيسية / مقالات / خدعة التخفيضات بنسبة 80% ..بقلم محميد المحميد

خدعة التخفيضات بنسبة 80% ..بقلم محميد المحميد

أول السطر:

“تحدياتنا الاقتصادية.. نجحنا في تجاوزها، وتمكنا من معالجتها، والتعامل معها بإرادة وطنية وعقول بحرينية”، بهذه العبارة الحكيمة الواعية، تحدث وزير المالية والاقتصاد الوطني في لقاء سابق مع مجموعة من الإعلاميين، ومع إعلان النتائج الإيجابية حول تحقيق أهداف (برنامج التوازن المالي) ندرك جيدا أن مملكة البحرين قادرة دائما على تجاوز كل التحديات، دون الحاجة إلى تنفيذ نصائح وتوصيات جهات أجنبية خارجية.. وبالأمس القريب نشر رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور مقالا في جريدة السياسة الكويتية، بعنوان: (صندوق النقد والبنك الدوليان.. ذئاب بثياب حملان)، وأتمنى من أصحاب الشأن الاقتصادي البحريني قراءة المقال بتمعن.

خدعة التخفيضات بنسبة 80%
حينما يعلن محل تجاري أو مؤسسة ما عن تخفيضات على السلع والبضائع بنسبة تصل 80% فنحن أمام عدة احتمالات، لا تخرج عن سياق: جشع التاجر، أو تخبطه في البيع، أو كساد البضاعة التي جلبها، وإن قام برفع شعار «تصفية البضاعة»، وكل تلك الأمور تستوجب رقابة على التخفيضات غير المعقولة، التي تضر بالسوق والمستهلك وسمعة التجارة.

معنى ذلك، أن مسألة التخفيضات يجب أن تخضع لرقابة مشددة من الجهات المعنية، إذ إن الإعلان عن تخفيضات بنسبة 80% تعني أن نسبة الربح لا تزال موجودة لدى التاجر، وإلا فما معنى هذا التخفيض المرتفع؟! كما أن هذا الأمر يعني أن البيع بالسعر السابق كان قد حقق رأس المال والأرباح كذلك، وجاء دور التصفية والتخلص من البضاعة المتبقية، أو أن سعر البضاعة في سعرها السابق كان مغاليا فيه، واضطر البائع إلى أن يخفض السعر بنسبة 80% كي يجد المشتري.. ما يدعونا إلى طرح سؤال مهم: هل توجد رقابة على الأسعار الأصلية ومعقوليتها، ومدى مصداقية سعر التخفيضات؟!!

التخفيضات بنسبة 80% أو أقل بقليل تعني كذلك أن كل من اشترى السلعة في سعرها السابق قد تضرر، وأن البائع قد خدع الزبون الأول، وجاء الدور على باقي الزبائن، ما سيؤدي إلى أن يقوم الناس بتأجيل الشراء لحين الإعلان عن التخفيضات، وفي هذا الأمر تلاعب بالأسعار وخداع للمستهلكين والزبائن الأوائل.

حتى وإن كان التخفيض رغبة من البائع في تصفية البضاعة الموجودة، فلماذا تم وضع الأسعار المرتفعة من الأساس؟ وما ذنب من اشترى في السعر الأصلي؟ وأين هي الرقابة على مثل هذه التخفيضات؟!!

في المحلات الكبرى ذات الماركة العالمية يتم الإعلان عن تخفيضات على السلع التي بها جزء من عيب أو ضرر بسيط، ويقبل الناس عليها وهم يعلمون ذلك، ولكن أن تشتري بضاعة وملابس ليلة العيد بسعر معين، ثم تكتشف أن المحل ذاته أعلن عن تخفيض بنسبة 80% على البضاعة في ثالث أيام العيد، فالأمر بحاجة إلى وقفة ومراجعة من الجهة المعنية، وإلا فإن الخداع والتلاعب والفوضى هي عنوان التخفيضات.

آخر السطر

أفضل فعالية بحرينية خلال أيام العيد، هي عرض «ألعاب الليغو» التي تستضيفها هيئة البحرين للسياحة والمعارض للسنة الثالثة على التوالي، بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، لمدة خمسة أيام.. شكرا للهيئة على هذه الفعالية الرائعة والمتميزة، التي شهدت الحضور الواسع والكبير.

عن admin

صحفي وكاتب ومستشار اعلامي

شاهد أيضاً

في الأكاديمية الملكية للشرطة.. كل خريج قصة أمنٍ واعٍ..بقلم د. بثينة خليفة قاسم

إن التعليم هو أعظم سلاح يمكن لأي دولة أن تمتلكه في معادلة الأمن الوطني، فلم …