الرئيسية / أخبار / عندما تتحول الألوان إلى لغة كونية..!! بقلم منى الروبي

عندما تتحول الألوان إلى لغة كونية..!! بقلم منى الروبي

لطالما شكّلت الألوان عالماً أشبه بـ”علبة ألوان سحرية” تجمع بين الفيزياء والسحر والثقافة في لوحة واحدة!، فالأمر لا يقتصر على مجرد إدراكنا البصري، بل يتعداه إلى تأثيرات قد تجعل من اللون الأحمر مُنشِّطاً يفوق فنجان قهوة الصباح، أو الأزرق “بطانية ناعمة” تلفُّ أعصابنا المرهقة. تخيلوا أن أبحاثاً من جامعة ستانفورد بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) كشفت أن الأشعة تحت الحمراء تُجري “مساجاً مجانياً” للخلايا الحيوية، بينما تُطلق الأشعة فوق البنفسجية “مهرجاناً شمسياً” داخل أجسادنا لتنشيط فيتامين! D اللون هنا ليس مجرد ضوء، بل “دجّال طاقة” بترددات واهتزازات، وكأنه يهمس لخلايانا: “استيقظوا، فلديّ خطة كونية! “.

في عالم الشاكرات، يصبح كل لون بمثابة “زر تشغيل” لطاقة مختلفة: الأحمر يُنشِّط شاكرة الجذر وكأنه يصرخ: “أنت آمن، توقف عن الهرب كالفزاعة!”، بينما البرتقالي يُطلق العنان لشاكرة العجز قائلاً: “لنرسم اليوم لوحة… أو نلطخ الحائط بأصابعنا!”، والأصفر يمنحك ثقة كأنك تحمل ميكروفوناً في حفل غنائي عالمي. أما الأخضر، لون القلب، فيبدو كصديق يهمس: “احبِب، لكن تذكَّر أن ترتدي الوشاح في الشتاء!”. ولا ننسى الأزرق الذي يُعلّمك “فن الكلام الحكيم”، أو النيلي الذي ينشط حدسك كعرَّافٍ يُغمغم: “أرى مستقبلك… ستُصبح نجماً على تيك توك!”. وهذه ليست خيالات، فقد دعمت جامعة هارفارد هذه الفكرة بأبحاث عن تأثير التأمل بالألوان، ربما اكتشفوا خلالها أن المتطوعين فضّلوا الأزرق لتجنب “نوبات غضب الروح”!

أما على الجانب النفسي، فالألوان تتحكم بمزاجنا كـ”ساحر أزياء” خفي، هل تعلم أن التعرض للون الأحمر يرفع الأدرينالين أكثر من مشاهدة فيلم رعب؟ هذا ما أكدته عالمة الأنثروبولوجيا (هيلين فشر) من جامعة كولومبيا، بينما يُهدئ الأزرق الأعصاب وكأنه يُغلفها بغيمة ناعمة. حتى (ناسا) استخدمت هذه الحيلة في كبسولات الفضاء، ربما لمنع تحوّل الرواد إلى “كائنات برتقالية ثائرة” من فرط الملل!

ولا تنتهي القصة عند العلم، فالثقافات تتعامل مع الألوان كلغة “إيموجي” عالمية، وفي اليابان يرتدي الناس الأبيض في الجنازات كأنهم يقولون: “وداعاً… بلون نقي!”، بينما في الغرب يصبح الأبيض رداء العرسان وكأنه ينادي: “لا تنسوا الفلتر اللامع للصور!”. الأحمر في الصين رمز للحظ، وكأنهم يوصون “لوّن بطاقاتك الائتمانية بهذا اللون!”، أما في الهند، فيتحول البرتقالي إلى لون مقدس يشبه “عصير مانجو للروح”، بينما يرتديه البوذيون كتذكير بالبساطة: “هذا كل ما تحتاجه… لا تتعقّد!”

وفي الفن قرر بعض الفنانين تحدي العالم بلوحات أحادية اللون، وكأنهم يسخرون “لون واحد يكفي ليُذهلكم!” مثل لوحة “أزرق كلاين الدولي” لـيڤ كلاين، التي تُغرق المشاهد في محيط أزرق صامت بلا أسماك أو أمواج، أو لوحة “الأسود على أسود” لـكازمير ماليفيتش، التي تشبه “ليلًا يلتهم ليلاً” في صراع دراماتيكي صامت. ولا ننسى لوحة “الأخضر أحادي اللون” لـليڤيسون، التي تحوّل المساحة إلى غابة خضراء دون حشرات أو طيور، أو لوحة “الأحمر النقي” لـبارنيت نيومان، التي تصرخ بلونها “أنا هنا!” دون كلمات.

وهكذا.. تتحول الألوان إلى لغة كونية تترجم فيزياء نيوتن إلى قصيدة، وثقافات العالم إلى نكتة مُلوّنة، والروح إلى لوحة فنية. ففي النهاية، “الحياة ملونة… فاختر لونك المفضل قبل أن ينتهي العرض، ولا تنسَ أن تبتسم للأزرق حين يهدئ أعصابك، أو تُلوّح للأحمر حين يُنشِّط قلبك!”.