الرئيسية / مقالات / إدمان الأطفال خلال الحجر المنزلي..بقلم ..د. جاسم حاجي

إدمان الأطفال خلال الحجر المنزلي..بقلم ..د. جاسم حاجي

بعد صدور قرار الحجر المنزلي نظرا إلى الأوضاع الصحية بسبب فيروس كورونا أصبح استخدام الأجهزة الذكية كثيرا بشكل يومي، وخصوصا من قبل الأطفال، وذلك باستخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، من دون التفكير بالعواقب اللاحقة لهذه الفترة، فقد أصبح لدى الأطفال طرق أكثر من أي وقت مضى ليغمروا أنفسهم في العالم الرقمي. ولكن كما تبين دراسة جديدة فإن الوقت الكثير الذي يتم قضاؤه أمام الشاشة قد يكون له عواقب على نمو الطفل الفكري. ونلاحظ أن الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر بشكل يومي هم أكثر نشاطاً بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى إصابتهم باللامبالاة وعدم الاكتراث لما يحدث حولهم.

هناك بحث نُشر في مجلة لانسيت لصحة الأطفال والمراهقين، استخلص الباحثون بيانات من دراسة التنمية المعرفية للمراهقين الطولية التي استمرت 10 سنوات. ركزوا على الأنشطة اليومية لـ4524 طفلا أمريكيا، تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عامًا، والتي جرت بين 1 سبتمبر2017 و15 سبتمبر 2018. حلل الفريق مدى التزام المجيبين بالمبادئ التوجيهية الموصى بها للنشاط البدني ووقت الشاشة الترفيهية ومدة النوم.

أوضحت دراسة أن إصابة الأطفال في السابعة من العمر بمشكلات في الانتباه والتركيز تزداد بزيادة أوقات مشاهدتهم التلفزيون من عمر سنة إلى 3 سنوات، ووجد الباحثون أن كل ساعة يوميا يقضيها الطفل قبل عمر 6 سنوات في مشاهدة التلفزيون تزيد خطر إصابته بمشكلات في الانتباه بنسبة 10%.

ووجد الباحثون أن الأطفال الذين أمضوا أكثر من ساعتين أمام الشاشة يوميا كان أداؤهم أسوأ في اختبارات الذاكرة واللغة وغيرها من اختبارات نشاط الدماغ مقارنة بالأطفال الآخرين. وبلغ متوسط تفاعل المشاركين مع الشاشات 3.6 ساعات في اليوم. سجل المشاركون الذين يندرجون تحت علامة ساعتين درجات أعلى بنسبة 4 في المائة في اختبارات التفكير من الأطفال الذين قضوا وقتًا أطول مع الأجهزة.

كانت النتيجة جزءًا من جهد أكبر يبحث في التأثيرات المحتملة للالتزام بالمبادئ التوجيهية الكندية للحركة على مدار 24 ساعة للأطفال والشباب، والتي توصي بساعة من التمارين يوميا، وأقل من ساعتين من وقت الشاشة، و9 إلى 11 ساعة من النوم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و13 عاما. لم يلب سوى 5 في المائة من المشاركين التوصيات الثلاث، بينما حقق 71 في المائة منهم توصية واحدة على الأقل. تشير النتائج إلى أن قلة النوم وقلة النشاط البدني والتسمر أمام الشاشات قد تكون شائعة جدا بالنسبة إلى رفاهية الأطفال.

حذر الباحثون من أن الدراسة تعرض بيانات لإطار زمني محدد فقط، وأنها لا تثبت وجود علاقة سببية بين وقت الشاشة وضعف الإدراك (من الممكن أن يختار الأطفال الأذكياء قضاء وقت أقل على الأجهزة). ولم تدرس الدراسة ما إذا كانت المشاهدة أو التفاعل مع المحتوى التعليمي قد أحدثت اختلافًا عن مشاهدة محتوى ترفيهي.

كما كشف العلماء مؤخرا أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وحذّر العلماء من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قِبَل الأطفال؛ لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع. ومع ذلك، فإنها توفر بعض البيانات المقنعة؛ إذ قد يستفيد الأطفال من قضاء وقت أقل أمام الشاشات والمزيد من الوقت في الحركة.

(أخبار الخليج)

عن admin

صحفي وكاتب ومستشار اعلامي

شاهد أيضاً

في الأكاديمية الملكية للشرطة.. كل خريج قصة أمنٍ واعٍ..بقلم د. بثينة خليفة قاسم

إن التعليم هو أعظم سلاح يمكن لأي دولة أن تمتلكه في معادلة الأمن الوطني، فلم …