تقرير البحرين/ بورتسودان/ في إطار برنامج المركز العالمي للدراسات السياسية حول برامج تصورات الانتقال في السودان. نظم المركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ببورتسودان الورشة الثانية حول الآثار الاجتماعية والنفسية للحرب في السودان، بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في مجالات علم الاجتماع وعلم النفس، بغرض إيجاد حلول لهذه المشكلة.
وقال الدكتور عبد العزيز عشر مدير المركز “إن الحرب اظهرت اختلالات في الأمن المجتمعى خاصة فى المناطق التى اعتدت عليها المليشيا والتى شهدت انتهاكات صارخة تمثلت فى القتل والنهب والتهجير والاغتصاب والتعذيب والاعتقال التعسفى وغيرها ما يولد جنوحا إلى الانتقام والثأر “، لافتا إلى توقعات حقيقية بتوسع العصبية القبلية خاصة بعد الظروف المعقدة التى أفرزتها الحرب من فقر ونزوح”.
وبشأن الآثار المدمرة للحرب على المجتمع السوداني أوضح د. عشر أنها دفعت باحثو المركز إلى دراسة تداعيات ما بعد الحرب لتشخيص الأزمة وإيجاد العلاج، مشيرا إلى أن المركز الذى تأسس فى العام 2022 معنى بالدراسات المستقبلية والتى تعرف بالدراسات الاستشرافية لمخاطبة قضايا الدوائر التى لها علاقة بالسودان، ويسعى للمعرفة والحقيقة ومساعدة الحكومة فى تجاوز الأخطاء إضافة إلى تقديم تحليلات استراتيجية دقيقة ومعلومات موثوقة تسهم في تعزيز الفهم السياسي والاجتماعي ودعم صانعي القرار في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار في المنطقة والإقليم”.
وفي ذات السياق قال مدير المركز العالمي للدراسات السياسية و الاستراتيجية في تصريحات صحفية “إن للحرب آثاراً بائنة في الجوانب النفسية والاجتماعية، نتيجة الفظائع التي مارستها مليشيا الدعم السريع الإرهابية في حق الشعب السوداني، مضيفا ان قضية الحرب في السودان تظل واحدة من أهم القضايا التي تشغل المجتمع السوداني”، مضيفا بأن الهدف من الورشة هو تسلط الضوء على هذه القضية المهمة، بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين في المجالات ذات الصلة، ومشاركة المسؤولين عن هذه الجوانب بالدولة، مشيراً إلى أن الورشة تأتي ضمن برنامج تصورات الانتقال الذي يتبناه المركز.
وأوضح أن الورشة تناولت بالنقاش عدداً من الأوراق وقال “نأمل أن تخرج بمخرجات تعين المختصين في إيجاد المعالجات اللازمة لمشكلة البلاد الأولى، حيث تناولت الورشة ورقتين بحثيتين حيث قدمت الدكتورة لبنى بت مكلي ورقة الآثار والاضطرابات النفسية للحرب.. أفضل الطرق للتعافي منها، تناولت الانتهاكات التى حدثت أثناء الحرب وطريقة معالجة تداعياتها والتخفيف من آثارها، فيما قدم الدكتور حسن محمود من كلية القانون بجامعة البحر الأحمر ورقة عن الآثار النفسية والاجتماعية للحرب في السودان.
خرجت الورشة بعدة توصيات مؤكدة علي ضرورة انشاء مجموعات دعم اجتماعي لإسناد الفئات المختلفة وتصميم برامج للتعامل مع الصدمات واخري رياضية عبر وزارة الشباب والرياضة واحتفالات جماهيرية بجانب توعية المجتمع بالحصول علي المساعدة وانشاء أجهزة تدخل مباشر.
وطالب المجتمعون في الورشة بإجراء احصاء دقيق ضمن برامج الصحة وتعميم برامج الصحة العقلية فضلا عن التعريف الدقيق لخطاب الكراهية والاهتمام ببرامج السلام المجتمعي، وتعزيز الوعي بالحق وتحقيق العدالة للضحايا ومسائلة الجناة وتقديم رؤية شاملة للحرب تخرج منها مصالحة شاملة .
وطالب ممثل مجلس الطفولة بمعالجة قضايا 24 الف طفل تأثروا بالحرب وعدم تنميطهم ومحاسبتهم بما وقع من حواضنهم وعدم جهلهم وتجهيلهم مشيرا إلي ضياع اطفال كثر بفعل ماوقع في فترة المهدية من تجهيل انعكس الان علي الواقع وجعلهم بحملون السلاح في الحرب الفائمة الان ونبه إلي زيادة أعداد الأطفال فاقدي السند بفعل العنف الجنسي والاغتصابات وقال “إذا تركناهم سيخرج الينا جيل ناغم”، داعيا الي تبني الاطفال وتربيتهم وسط أسر بجانب الاهتمام بقضايا الأطفال المعاقين.



