أكد رئيس تحرير صحيفة (الأيام) البحرينية الأستاذ راشد بن نبيل الحمر “أن الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى اليابان لم تكن مجرد محطة عابرة في جدول العلاقات الدبلوماسية، بل مشهد متكامل عكس روح السياسة الخارجية البحرينية التي أرساها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم، وجعلت من البحرين جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب، ومن الدبلوماسية أداة لبناء الثقة وتعزيز الشراكات”.
وأوضح “أن الإعلان عن رفع مستوى العلاقات من شراكة شاملة إلى شراكة استراتيجية يمثل تحولًا نوعيًا يعكس المكانة المتنامية للمملكة على الخريطة الدولية، ويفتح آفاقًا رحبة للتعاون السياسي والاقتصادي والعلمي، ويضع البلدين على مسار جديد من التكامل”، مضيفا “أن الحفاوة التي استُقبل بها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في طوكيو، ولقاءاته مع الإمبراطور ناروهيتو وولي عهده ورئيس الوزراء، جسّدت عمق الاحترام المتبادل، وأكدت أن البحرين شريك حاضر بقوة في حسابات اليابان الاستراتيجية”.
وبيّن “أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة مثّلت الركائز العملية للشراكة الجديدة، إذ نقلت التعاون من إطار الكلمات إلى مستوى الإنجاز. فقد جاء التعاون بين وزارة الصناعة والتجارة ومكتب براءات الاختراع الياباني ليمنح المبتكر البحريني طريقًا سريعًا لحماية براءاته دوليًا، فيما عكست مذكرة التعاون مع وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا) طموح البحرين في أن تكون جزءًا من مشهد البحث والتطوير الفضائي، ملهمةً جيلًا جديدًا من الشباب البحريني”.
وفي ذات السياق أوضح “أن الاتفاق في الجانب الرقمي بين هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية والوكالة الرقمية اليابانية فقد شكّل نقلة نوعية تعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للخدمات الرقمية، عبر تطوير بنية تحتية ذكية ترفع كفاءة الخدمات الحكومية وتدعم بيئة الأعمال والاستثمار”، مشيرا في الوقت نفسه إلى “أن هذه المرحلة الجديدة من العلاقات تستند إلى تاريخ طويل بدأ عام 1934 مع أول برميل نفط بحريني وصل إلى اليابان، وتكرّس عام 1972 بإقامة العلاقات الدبلوماسية، ليبلغ اليوم ذروته بإعلان الشراكة الاستراتيجية”.
واختتم الحمر بالتأكيد “أن البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم وبرؤية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون مع اليابان، تعكس الإرادة المشتركة لصناعة مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا، وتنسجم مع مستهدفات رؤية البحرين الاقتصادية 2030 وتمهّد لرؤية 2050 التي تسعى إلى ترسيخ موقع المملكة في الاقتصاد المعرفي والرقمي والفضائي”.
الجدير بالذكر أن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء كان قد قام بزيارات ناجحة إلى اليابان في محطات سابقة، عكست عمق الروابط التاريخية التي تعود إلى عام 1934 مع أول برميل نفط بحريني وصل إلى اليابان، وأسهمت في ترسيخ العلاقات الثنائية التي تكللت بإقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1972. وتأتي الزيارة الأخيرة استكمالًا لمسيرة تعاون طويلة، وتأكيدًا على التزام البلدين بتطوير شراكة استراتيجية تخدم مصالحهما المشتركة.