الرئيسية / أخبار / امسك حرامي..!!- بقلم منى الروبي

امسك حرامي..!!- بقلم منى الروبي

في غابة بعيدة، وقع ذيل ثعلب ماكر في فخ، فاضطر لقطعه لينجو. عاد بذيل مبتور، فواجه سخرية من رفاقه. عوضاً عن الاعتراف بضعفه قرر أن يخدعهم، مدعياً أن عدم وجود الذيل هو “الموضة” الجديدة. تأثر به الآخرون، فتحول التشويه إلى ظاهرة، والجهل إلى وعي زائف.

وفي بلدة (فانتازيا) ظهر “حرامي” ادّعى أنه فنان. لم يملك موهبة ولا فهماً للفن، لكنه امتلك الجرأة على السرقة و بعض صغار التابعين، أخذ أعمالاً من الإنترنت، طبعها بلون باهت، وأضاف عليها بعض اللمسات، ثم عرضها مدعياً أنها من إنتاجه. وعندما لم يواجهه أحد، تمادى، وبدأ بتنظيم معارض يعرض فيها أعمالاً مطبوعة وطلب المال من الصغار بيعرفوا معه . وحينما كشفه الفنانون الحقيقيون، هددهم بالحرمان من المعارض التي اصبح يديرها، والتي تشترط تجهيز الأعمال في المنازل أو طباعتها بحجه “اسرع و مافي وقت !”.

منذ عام 1735، بدأ الاعتراف بحقوق الفنانين الفكرية عندما حصل أنطوان واتو على حماية رسمية لأعماله، ليصبح من أوائل من نالوا هذا الحق. فالفن ليس عرضاً للصور بل تعبير عن الموهبة الحقيقية، والمشاعر الصادقة، والهوية البصرية التي تميز كل فنان عن غيره. أما من يسرق أو يزيف، فلا يصنع فناً بل وهماً و يجب أن يحاسب.

الملتقى الفني الحقيقي، أو (السمبوزيوم) هو مساحة إبداع مباشر أمام الناس، لا طباعة مسبقة في الخفاء. الفنان الأصيل لا يستمد فنه من برامج التعديل بل من إحساسه ومرجعيته الثقافية.

الفن الصادق يُولد من رحم الموهبة، لا من شاشة عرض كالتسوق الإلكتروني. والسؤال الجوهري هنا: كم “فنان” لم نراه يرسم لوحته أمام العلن؟