الرئيسية / أخبار / المؤرخ الرياضي (د. أمين ساعاتي) يكشف أوراق أول بذرة للرياضة بالمنطقة الوسطى بالسعودية..(الجعلي) أسس فريق الموظفين و(ابن سعيد) بنى صرح الشباب

المؤرخ الرياضي (د. أمين ساعاتي) يكشف أوراق أول بذرة للرياضة بالمنطقة الوسطى بالسعودية..(الجعلي) أسس فريق الموظفين و(ابن سعيد) بنى صرح الشباب

تقرير البحرين/ بدأت الرياضة في المنطقة الوسطى بالمملكة العربية الوسطى خلال عقد الستينيات الهجرية من القرن الماضي (تقريبًا الفترة من1941م إلى 1950 ميلادي عبر فريق الموظفين – قبل حله – والذي يُعد أول جيل مارس كرة القدم في فترة لم تكن الرياضة مقبولة فيها على نطاق واسع في المجتمع النجدي. وقد تزعم كبار الموظفين الفريق بعد انتقال الوزارات والهيئات الحكومية إلى العاصمة الرياض، وكان على رأسهم العم الراحل حمزة جعلي – رحمه الله – الذي قاد هذه المجموعة لممارسة رياضتهم المفضلة قرابة موسمين، قبل أن يبدأ الفريق في الضعف والتواري عن الساحة الرياضية مع ظهور فريق شباب الرياض (الشباب حاليًا) برئاسة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي تولى قيادته بعد تأسيسه مباشرة، المؤرخ الرياضي الكبير د. أمين ساعاتي يكشف أوراق أول بذرة للرياضة في المنطقة الوسطى حيث نستعرض الأحداث التالية:

ضربة البداية

تعود بداية الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى خلال عقد الستينيات الهجرية من القرن الماضي، إلى مجموعة من الموظفين الذين انتقلوا بخبراتهم الرياضية مع الوزارات والهيئات الحكومية من مكة المكرمة وجدة إلى العاصمة الرياض. ويُعتبر فريق الموظفين، الذي بدأ ممارسة كرة القدم في المنطقة عام 1364هـ، أول جيل رياضي يمارس اللعبة في هذه المنطقة.

الجعلي أسس فريق الموظفين

تزعم فريق الموظفين حمزة الجعلي، الذي كان يعمل في الجوازات، وكان مستشار الفريق محمد عبدالله الصايغ، وضم الفريق أسماء مثل يوسف عايد، وعبدالله أخضر، وحسن أخضر، ومحمود فكري، ومحمد الصايغ، وأحمد الصائغ، ومحمد إبراهيم مكي، وآخرين.

ويقول د. أمين ساعاتي: سبق وأن حدّثني حمزة الجعلي عن تاريخ دخول كرة القدم إلى العاصمة الرياض، حيث قال:
عندما انتقلت إلى الرياض عام 1361هـ مع انتقال الوزارات والهيئات، رغبت في أن أملأ وقت الفراغ بما يكسب الجسم صحة، فقمت بوضع اللبنة الأولى للرياضة هناك، وأخذت زمام المبادرة، ودعوت لفكرتي نفرًا ممن لهم سابق معرفة أو لديهم الاستعداد للمشاركة في (النطنطة) ولعب (الراقا). وكنا نلعب بالقرب من المقبرة الخالدة جنوب الديرة، ومع مرور الأيام كثر العدد، وخطّطنا أول ملعب في طريق منفوحة، حيث كان المارة يشاهدوننا بدهشة، بين معجب ومستغرب، تحت ظلال التحفز.

المصاريف ريالان فقط!

اندفع حمزة جعلي للتخطيط والرسم، ومع أول تخطيط بالجبس للملعب واللاعبين، أصدر – رحمه الله – أول مشروع لائحة مكونة من 13 مادة. وسُمّي الفريق بـ«الرياضيين» نسبةً إلى مدينة الرياض، وإشارةً للحركة الرياضية المنتشرة في شرق المملكة وغربها.

طلب ممن يرغب في الاشتراك أن يساهم بمبلغ ريالين لتغطية بعض المصاريف التي كان يتحملها المؤسس. كما رحّب بانضمام لاعبين أجانب، إذ كان الطريق البري الوحيد إلى الظهران يمر بالرياض، فاستقطب لاعبين ذوي خبرة من السودان وفلسطين وباكستان، ما دعم الفريق المولود حديثًا.

بعد اعتماد اللائحة، تزعم حمزة جعلي الفريق، وبدأ كبار الموظفين في الانتقال من المنطقة الغربية إلى الرياض في أوائل الحقبة الستينية، حتى تكوّن فريق كروي باسم «الموظفين» أو «الرياضيين» كما أسماه الجعلي. وكان الفريق يلعب كل يوم جمعة في أماكن متعددة، مثل مقر شركة الكهرباء بالملز، وأحيانًا أمام ميدان المربع حيث فندق (سميراميس)
يذكر محمد الصايغ – رحمه الله – أحد زملاء الجعلي، أن الموظفين بدأوا اللعب عام 1368هـ، (1948م،) وهو ما يؤيده فؤاد الصائغ وعبدالحميد مشخص.

رجل الرياضة الأول!

اتفق الكثير من الذين مارسوا اللعبة مع الموظفين على أن حمزة الجعلي هو رجل الرياضة الأول في الرياض، وهو من استقدمها، ومؤسس أول فريق فيها، وهو فريق الموظفين. ومع مرور الأيام وانتقال مزيد من الموظفين، ازداد عدد اللاعبين، حتى فكر القائمون عليه في تنظيم تمارين منتصف الأسبوع، لكن البعض كان يخشى من هذا التوسع.

الانقسام الأول

في عام 1368هـ، 1948م، نشب خلاف بين فؤاد صايغ وحمزة الجعلي، أدى إلى انقسام الفريق، وظهور فريق شباب الرياض. يروي فؤاد صايغ القصة قائلاً:

انتهى أحد التمارين وبدأنا بجمع الفانلات، وبقيت الفانلة معي، وكنت أنوي خلعها في السيارة كما اعتدت، لكن حمزة جعلي طلب مني خلعها فورًا. حاولت التريث، لكن الأمر تطور إلى خصام، وانقطعت عن ممارسة الرياضة. وبعد أشهر، اتصل بي محمد إبراهيم مكي وصالح ظفران، وأخبراني أنهما اختلفا مع فريق الموظفين، وينويان تكوين فريق مستقل، وطلبا انضمامي إليهما.

أول مباراة بين الموظفين وسكة الرياض

انضم فؤاد الصائغ إلى فريق شباب الرياض، الذي لعب مباراة مع فريق سكة الحديد بالرياض، انتهت بالتعادل. وبدأ التنافس بين شباب الرياض والموظفين يشتد، ما أدى إلى مضايقات بين الناديين، حتى صدر قرار بمنع مزاولة الكرة أواخر عام 1368هـ. فتشتت لاعبو الموظفين، وانضم بعضهم إلى شباب الرياض، فيما ترك آخرون الكرة نهائيًا.

الشعار الأخضر والأبيض

يُعتبر فريق الموظفين، الذي تأسس قرابة عام 1364هـ، البداية الحقيقية لكرة القدم في المنطقة الوسطى، وكان شعاره بالأخضر والأبيض. وقد تمخض عنه فريق شباب الرياض، الذي يُعد أول نادٍ قائم في المنطقة الوسطى. اتفق المؤسسون على أن النادي تأسس عام 1367هـ، وأن أول رئيس له كان الشيخ عبدالرحمن بن سعيد. وضم مجلس الإدارة الأول: عبدالرحمن بن سعيد، وعبدالله بن أحمد، وصالح ظفران، ومحمد أحمد صائغ، ومحمد إبراهيم مكي. وكان شعاره أيضًا الأخضر والأبيض، وهو شعار الموظفين الذي اختاره مؤسسه الراحل حمزة جعلي. استمر فريق الموظفين فترة متقطعة بعد تأسيس الشباب، ثم اضمحل أواخر عقد الستينيات الهجرية.

لاعبو الموظفين

كانت لقاءات الموظفين بمثابة تجمع أسبوعي للأحبة، وأبرز الدوائر الحكومية التي تحمس موظفوها للعبة:

  1. مالية الرياض: محمد أحمد صائغ، محمد عبدالله الصائغ، صالح ظفران، عبدالرحمن بن سعيد، عبدالله بن أحمد، حامد نزهت، محمد الملا، إبراهيم بن محيا، إبراهيم بن فياض، إبراهيم اليحيى، وآخرون.
  2. ديوان إمارة الرياض: عبدالمجيد مقبولي – رئيس الديوان.
  3. جوازات الرياض: حمزة الحسن جعلي – مدير الجوازات.
  4. شرطة الرياض: حسين زاقزوق – مدير الشرطة، ومحمد بن هلال.
  5. بلدية الرياض: محمد حسن أخضر – مدير البلدية.
  6. إدارة البرق والبريد: عبدالحميد عقاد – مدير الإدارة.
  7. إدارة الصحة: د. أحمد الطباع – مدير الصحة، يوسف عايد، عبدالله أخضر، أمين عبدالجبار.
  8. إدارة النقليات: صابر أبو طالب – مدير الإدارة.
  9. المراقبة العامة: عبدالحميد مشخص.
  10. الترجمة بالديوان الملكي: خالد خليفة.
  11. القراجات الخاصة: سعد عمر (سوداني)، إسماعيل أبو صباع، محمد صومالي، يوسف صومالي.

وكانت التدريبات تقام كل يوم جمعة في أرض فضاء بالملز، تُرش بالماء بواسطة وايتات البلدية وبعض الشركات، لكبر المساحة، وللحد من تطاير الغبار.

عن صحيفة (الجزيرة) السعودية العدد 11838 يوم الجمعة 16 محرم 1426 هـ الموافق 25 فبراير 2005م