الرئيسية / أخبار / جائزة اليونسكو ..النموذج العالمي لدبلوماسية البحرين في المجال التعليمي

جائزة اليونسكو ..النموذج العالمي لدبلوماسية البحرين في المجال التعليمي

تقرير البحرين/المنامة/ في الذكرى العشرين لإطلاق جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، تتجدد القراءة الوطنية في هذا المشروع الحضاري الكبير الذي أصبح علامة فارقة في مسيرة التعليم الدولي، ومنصةً إنسانيةً عالميةً تحمل توقيع البحرين وفكرها المستنير في خدمة المعرفة والبشرية.

إنّ مملكة البحرين، من خلال جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تقدّم اليوم نموذجًا عالميًا لـ الدبلوماسية التعليمية والإنسانية، حيث تلتقي فيها القيم بالمعرفة، ويتحوّل التعليم إلى جسرٍ للتفاهم بين الأمم. إنها مبادرة تُجسّد رسالة البحرين في خدمة الإنسان، وتؤكد أن الاستثمار في العقول هو أعظم أشكال بناء السلام والتنمية في العالم.

لقد أجمع الكُتّاب والمفكرون في الصحافة البحرينية على أن الجائزة تمثل أحد أبرز مظاهر الرؤية الملكية البعيدة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة التي وضعت التعليم في قلب المشروع الوطني، وجعلت من التكنولوجيا وسيلة لتمكين الإنسان، لا لتجاوزه. فهي مشروعٌ يؤكد أن البحرين لم تكتفِ بمواكبة الثورة الرقمية، بل أسهمت في توجيهها نحو غاياتٍ أخلاقيةٍ وإنسانية، من خلال تعزيز التعلم المستدام، وتوسيع دائرة الفرص التعليمية أمام الجميع، وبالأخص الفئات الأقل حظًا في العالم.

خلال عقدين من الزمن تحوّلت الجائزة إلى منبرٍ عالميٍّ يُكرّم الإبداع في التعليم الرقمي، وإلى فضاءٍ للحوار بين الثقافات حول مستقبل المعرفة، حيث كرّمت 34 مشروعًا من 21 دولة، لتجعل من البحرين مركزًا معنويًا لصناعة الفكر التربوي المعاصر. وقد أجمعت التحليلات الوطنية على أن هذه الجائزة ليست مجرد تكريمٍ دوري، بل هي رسالة إنسانية شاملة تعبّر عن التزام البحرين تجاه المجتمع الدولي، وتؤكد أن التعليم هو لغة السلام والتنمية التي تتجاوز الحدود.

وفي هذا العام الاستثنائي 2025، الذي احتفلت فيه المملكة بمرور عشرين عامًا على انطلاق الجائزة، استضافت المنامة حفل التكريم للمرة الأولى خارج مقر منظمة اليونسكو في باريس، في خطوةٍ وصفتها الأوساط الثقافية والتعليمية بأنها ترسيخ لمكانة البحرين كمركزٍ عالميٍّ للحوار المعرفي. كما جاء اختيار شعار الدورة “إعداد المتعلمين والمعلمين للاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي” ليؤكد أن البحرين تمضي بثقة في صدارة النقاش العالمي حول التكنولوجيا الحديثة وأثرها في الإنسان، مقدّمةً نموذجًا للدولة التي تجمع بين الحداثة والقيم، وبين التطور والتوازن الأخلاقي.

ويجمع المراقبون على أن الجائزة خلال عقدين من عمرها لم تكن مشروعًا أكاديميًا فحسب، بل تعبيرًا عن فلسفة بحرينية أعمق ترى أن دور الدولة الحديثة لا يقتصر على إدارة التنمية داخل حدودها، بل يمتد إلى الإسهام في تطور الحياة الإنسانية ذاتها. فكل مبادرة بحرينية، كما يرى المراقبون، تحمل في جوهرها بعدًا عالميًا، يُعيد تعريف مكانة البحرين الصغيرة بحجمها، الكبيرة برسالتها، لتكون شريكًا فاعلًا في صنع المستقبل لا متفرجًا عليه.

إن جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه أصبحت اليوم رمزًا لالتقاء الفكر الإنساني البحريني بالرؤية العالمية للمعرفة، وشهادةً على أن البحرين استطاعت أن تُسخّر أدوات التكنولوجيا لخدمة الإنسان، وأن تضع التعليم في صدارة أولوياتها بوصفه المفتاح الحقيقي للتقدم والسلام، ومن خلال هذه الجائزة، تُخاطب البحرين العالم بلغةٍ يفهمها الجميع: لغة العلم، والعقل، والكرامة الإنسانية.

الخلاصىة.. إن مبادرات مملكة البحرين، وفي مقدمتها جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة تنتشر في الفضاء العالمي شاهدةً على فكرٍ ملكيٍّ مستنيرٍ يجعل من الإنسان محورًا لكل مشروع تنموي وحضاري. ومع كل إنجازٍ جديد، يزداد حضور البحرين إشراقًا في المحافل الدولية، ويرتفع اسمها واسم ملكها المعظم في أرفع المراتب تكريمًا لدورها الإنساني الرائد، ولرسالتها النبيلة في خدمة البشرية وبناء عالمٍ أكثر علمًا وعدلًا وسلامًا.