الرئيسية / أخبار / رائد المدرسة الفنية الدلمونية.. راشد العريفي.. رمز فني لا يتكرر-بقلم د. عبدالرحمن بوحجي

رائد المدرسة الفنية الدلمونية.. راشد العريفي.. رمز فني لا يتكرر-بقلم د. عبدالرحمن بوحجي

للفن التشكيلي المعاصر في دولنا الخليجية تواجد غير مسبوق وتاريخ حافل لما يحمله هذا الفن الراقي من قضايا معقدة للعالم المتغيرة السريع الذي نعيشه خاصة في ظل وسائل الإعلام الحديثة والرؤية الذاتية لشخصية الفنان والتي غالبًا ما يغلب عليها مهارة التفكير الناقد والحوار والعقل والنقاش المنطقي.
ولذلك ازدهرت دولنا الخليجية بأسماء فنانين حملوا على عاتقهم هذه الرسالة النبيلة من خلال تجسيد مفهوم هذا الفن الراقي والبديع منذ القدم، وعليه دعونا نتحدث اليوم ومن خلال عمود «صنع في الخليج» عن فنان يعتبر أحد أبرز الفنانين التشكيليين في خليجنا لكونه رائد المدرسة الفنية الدلمونية الفريدة من نوعها والتي استلهمها من حضارة دلمون القديمة والموجودة تحديدًا في مملكة البحرين، هو الفنان القدير الراحل راشد العريفي – رحمه الله-.
ولد فنانا الراحل عام 1942م في مدينة المحرق، ومنذ شبابه الأول حينما كان في مرحلة الدراسة الثانوية بدأ يتأثر بالعصور القديمة وخاصة بالأختام الدلمونية، وبات تنسج له العديد من اللوحات الفنية التي تميز بها عن غير ليصبح بذلك أيقونة فنية في المدرسة الفنية الدلمونية.
أقام معرضه الشخصي الأول وهو لم يتجاوز 19 عامًا أي قبل قرابة 60 عام وتحديداً في عام 1967م في نادي «العروبة»؛ ليصبح بهذا المعرض من أوائل الفنانين التشكيلين ممن أقام له معرضًا شخصيًا، وفي ديسمبر من العام 1963م كان بطل حديثنا اليوم ورفاقه من الفنانين قد وضعوا حجر الأساس لانطلاقتهم الأولى في عالم الفن التشكيل من خلال «أسرة هواة الفن» بالجفير، ومن تلك الأسرة تم إقامة معرضهم الأول ليتم من خلاله تعريف الجمهور البحريني بهذا الفن.
للراحل سيرة ذاتية طويله ومشوار فني حافل لا يمكن حصره، ولكن دعونا نذكر أبرز المحطات الفنية التي حققها فنانا القدير.
لقد أُسس متحف راشد العريفي الذي جعله متاحًا للجمهور منذ العام 1994م بمحتوياته الفنية من لوحات وتماثيل ومنحوتات، كما اشترك في جميع معارض أسرة هواة الفن منذ التأسيس، واشترك في معرض كرايرز مع فناني العرب عام 1966م، كما اشترك ايضًا في الكوين مع مجموعة من الفنانين أسرة هواة الفن عام 1977م، وأسس جمعية البحرين للفن المعاصر عام 1971م، كما شارك في تأسيس متحف التراث الشعبي وجمع مادته، وهو أول فنان بحريني يحصل على ترخيص بتأسيس معرض خاص به عام 1975م، وكذلك يعد أول فنان بحريني يحصل على الجائزة الأولى في أول معرض تقيمه الدولة عام 1972م، كما يعد أول فنان يعمل تماثيل ميدانية في البحرين، وأول فنان بحريني يشارك في معرض مسابقة الأمير شارل في مدينة مونت كارلو الدولية، كذلك يعد أول فنان بحريني تعرض أعماله الفنية في معرض خابه بدعوة من المملكة العربية السعودية في عام 1975م، وكان أول فنان بحريني تعرض أعماله الفنية في معرض خاص به في متحف دبي عام 1978م، اشترك في جميع معارض النحاتين التي تقيمها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، كما أقام معرضًا خاصًا في معرض البانوش عام 1975م، اشترك في العديد من المسابقات في فرنسا عن فن البوسنر عام 1979م، كما اشترك في جميع المعارض المقامة من قبل وزارة شئون مجلس الوزراء و الإعلام الداخلية و الخارجية، وفي مؤتمر التخطيط الشامل التابع للجامعة العربية للثقافة و الفنون في الكويت 1983م، كما كان له مشاركة في معرض سنغافورة واليابان مع دول مجلس التعاون ومؤتمر اتحاد الفنانين العرب ببغداد عام 1984م، ومعرض دول مجلس التعاون في الكويت عام 1984م، واشترك في معرض صدام الدولي في بغداد، ومؤتمر الواسطي عام 1973م، ومهرجان بغداد و العالمي للفن التشكيلي عام 1988م، ومهرجان بغداد العلمي عام 1986م، ومعرض إتحاد الفنانين العرب بالمغرب، كما أقامت جمعية البحرين للفن المعاصر معرضًا خاصًا به لأعمالة المنتجة في بمناسبة العيد الوطني، والعديد من المشاركات في كافة المحافل الفنية والثقافية المحلية والعربية والدولية والعالمية.
للراحل العديد من العضويات والمؤلفات منها عضوية في اتحاد الفنانين العالميين ( اياب )، وعضوية اتحاد الفنانين العرب، وعضوية جمعية الهلال الأحمر عام 1970م، وعضوية
جمعية التاريخ والآثار عام 1973م، كما شغل منصب مدير نادي البحرين عام 1973م، ومدير تحرير مجلة الدليل السياحي عام 1978م، كما قام بتأليف عدد من الكتب منها فنون بحرينية والعمارة البحرينية، وآفاق ديلمونية، أشياء تراثية.
حصل فنانا الرحال على وسام الكفاءة من الدرجة الأولى من لدن الجلالة ملك مملكة البحرين المعظم عام2007م، ووسام المؤرخين العرب 1987م، كما حصل
على الشارة الذهبية للرواد من جمعية البحرين للفن المعاصر، وجائزة دلمون عام 1980م من وزارة شؤون مجلس الوزراء والإعلام، والجائزة الدولة التشجيعية عام 1989م، وجائزة الرواد الخليجيين لدول مجلس التعاون عام 1994م، كما تم ترشيحه كشخصية في عالم الفن و الإبداع.
رحل عن عالمنا في 19 مارس 2017م، تاركًا خلفه تاريخًا وإرثًا فني كبير لا يمكن حصره، فرحمة الله عليك فناننا القدير، وللحديث بقية.. دمتم سالمين.

عن صحيفة (الايام) البحرينية