تقرير البحرين/ المنامة/ في إنجاز اقتصادي جديد يضاف إلى رصيد مملكة البحرين أفادت صحيفة البلاد البحرينية الصادرة اليوم الخميس 2 اكتوبر “أن قيمة صادرات المملكة من الأجبان قد بلغت نحو 240.7 مليون دولار خلال عام 2024، وهو ما وضع البحرين في المرتبة الثانية عربيًا بعد المملكة العربية السعودية التي تصدرت القائمة بإجمالي صادرات بلغ 433.4 مليون دولار”.
وتبرز أهمية هذا الترتيب في كونه لا يعكس مجرد أرقام إحصائية باردة، بل يمثل دلالة عملية على أن البحرين، رغم صغر مساحتها وعدد سكانها، استطاعت أن تتجاوز العديد من الدول العربية ذات الأسواق الأكبر والطاقة الإنتاجية الأوسع، فقد تفوقت على مصر التي سجلت صادرات بقيمة 185.7 مليون دولار محتلة المرتبة الثالثة، وعلى الأردن التي جاءت في المركز الرابع بإجمالي 161.3 مليون دولار، إضافة إلى الإمارات التي سجلت 134.6 مليون دولار، والمغرب بـ 99.8 مليون دولار، وسوريا بـ 87.1 مليون دولار، ثم تونس والعراق ولبنان التي تراوحت صادراتها بين 60.5 و39.6 مليون دولار، بالنظر إلى أنه خلال التسعة شهور الأولى من العام 2023، صدرت مملكة البحرين أكثر من 124 مليون كيلوغرام من الأجبان المصنعة إلى 21 دولة بقيمة إجمالية تبلغ نحو 320 مليون دولار.
في العام نفسه استوردت دولة موريشيوش أجباناً من البحرين بقيمة 8.9 مليون دولار، وجمهورية اليمن بقيمة 7 ملايين دولار، وليبيا بقيمة 6 ملايين دولار، والأردن بقيمة 5.5 مليون دولار، ولبنان بقيمة 2.6 مليون دولار، والولايات المتحدة الأميركية بقيمة 1.9 مليون دولار، وفلسطين بقيمة 1.6 مليون دولار، وتركيا بقيمة 1.4 مليون دولار، والفلبين بقيمة 461 ألف دولار، وسنغافورة بقيمة 333 ألف دولار، وأستراليا بقيمة 292 ألف دولار، وكندا بقيمة 106 آلاف دولار، وقطر بقيمة 99 ألف دولار، وإسرائيل بقيمة 51 ألف دولار، والنيجر بقيمة 22 ألف دولار، وكينيا بقيمة 8643 دولاراً.
أما بخصوص الصادرات بشكل شهري كانت بيانات إدارة الجمارك قد فصلت “أن البحرين صدرت أجبان بقيمة 40.88 مليون دولار في يناير، ونحو 29.85 مليون دولار في فبراير، ونحو 29.45 مليون دولار في مارس، ونحو 26.93 مليون دولار في أبريل، ونحو 27.28 مليون دولار في مايو، ونحو 25.71 مليون دولار في يونيو، ونحو 39.45 مليون دولار في يوليو، ونحو 45 مليون دولار في أغسطس، ونحو 35.77 مليون دولار في سبتمبر”.
ومن الواضح أن هذه الأرقام وما تحقق من انجاز كبير في هذا المجال يعكس نجاح البحرين في تحويل سياساتها التنموية إلى نتائج ملموسة، خصوصًا فيما يتعلق بتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط. فقد استطاعت المملكة أن تثبت أن صغر الجغرافيا لا يقف أمام طموحاتها، وأن الحجم ليس معيارًا وحيدًا للإنجاز، بل إن الاستثمار في الجودة والتقنية الحديثة، وتبني التشريعات المرنة، وتهيئة بيئة صناعية واستثمارية جاذبة، كلها عناصر صنعت هذا التقدم.
ويأتي هذا التطور في سياق رؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي تستند إلى مبادئ الاستدامة والتنافسية والعدالة، إذ تعمل المملكة منذ سنوات على بناء قاعدة إنتاجية أكثر تنوعًا، وتطوير الصناعات الوطنية، وفتح قنوات جديدة للتصدير، بما يجعلها جزءًا فاعلًا في الاقتصاد الإقليمي والعالمي.
وما يزيد من قيمة هذا الإنجاز أن البحرين استطاعت أن تثبت حضورها في قطاع يعد من القطاعات شديدة التنافسية عالميًا، حيث تتبارى فيه دول كبيرة ذات خبرات طويلة وإمكانات ضخمة. ومع ذلك، تمكنت المملكة من أن تضع اسمها في الصدارة، بفضل سياسات مرنة، وقدرة على إدارة الموارد بكفاءة عالية، وإصرار على أن يكون للمنتج البحريني مكان على موائد العالم.
كما أن صعود البحرين إلى المركز الثاني في هذا التصنيف يعكس ثقة متزايدة من المستثمرين في السوق البحريني، ويشير إلى أن الصناعات الغذائية لم تعد مجرد قطاع تكميلي، بل تحولت إلى رافد اقتصادي حيوي، يساهم في تعزيز الميزان التجاري وتنويع مصادر النمو.
وفي سياق أوسع، فإن البحرين تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو تسجيل أرقام جديدة في مجالات متعددة لم تكن في الحسبان، وهو ما يعزز من القناعة بأن المملكة قادرة على أن تحقق الكثير من النجاحات الاقتصادية في قطاعات تجارية واستثمارية متنوعة، وأن تحافظ على موقعها كمركز إقليمي متقدم في مجالات الإنتاج والتوزيع والخدمات اللوجستية.
إن هذا الإنجاز لا يمثل مجرد لحظة نجاح عابرة، بل هو محطة ضمن مسيرة ممتدة تؤكد أن البحرين، رغم تحدياتها، قادرة على أن تبني نموذجًا اقتصاديًا يقوم على التنوع والابتكار والتكامل مع الاقتصاد العالمي، ويمنحها مكانة متقدمة بين دول المنطقة.
–
خلفية تأريخية
صاحب العظمة يفتتح معمل صناعة الألبان
كتبت النجمة الأسبوعية في عددها الصادر بتاريخ 16 ربيع الثاني 1378هـ الموافق 29 أكتوبر 1958م، أن حضرة صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، حاكم البحرين، افتتح يوم الخميس الماضي المصنع الأول لمنتجات الألبان في المملكة، وذلك في حفل كبير حضره كبار أفراد الأسرة الحاكمة وعدد من المسؤولين البحرينيين والأجانب.
ويُنتج المصنع الجديد ما يقارب 100 جالون من الحليب في الساعة، معتمدًا على أحدث النظم الصحية والأجهزة الأوتوماتيكية، بحيث تتم جميع المراحل من التعقيم إلى التعبئة والتوزيع دون ملامسة اليد البشرية. وكان في استقبال صاحب العظمة الأخوان عبدالله حسين أحمدي وحسن حسين أحمدي، مؤسسا المشروع، إلى جانب الخبير النيوزيلندي مستر كوبمان المشرف على عمليات الإنتاج.
وفي كلمته بهذه المناسبة أعرب صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة عن سعادته بافتتاح هذا المشروع الحيوي قائلاً:
“إن هذا المصنع خطوة جديدة نحو خدمة أبناء البحرين وتوفير غذاء صحي لهم وفق أفضل النظم الحديثة، وهو بداية لمشاريع أخرى نأمل أن تدعم نهضة البلاد وتلبي احتياجات أهلها.”
وقد حضر الحفل عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة، والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ولي العهد، والشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، إضافة إلى المعتمد البريطاني مستر جولت وزوجته، ومسؤولي شركة بابكو.
وأكد القائمون على المشروع أن المصنع يخطط مستقبلًا لتوسيع خطوط إنتاجه لتشمل الحليب بالشوكولاتة والجبن، بما يعزز من تنوع المنتجات الغذائية المتاحة للمستهلك البحريني.
المصدر (صحيفة الأيام البحرينية في مقال للكاتب مهدي عبدالله – العدد 13104 السبت 22 فبراير 2025 الموافق 23 شعبان 1446)