تقرير البحرين/المنامة/ اختتم فريق (فينا خير) التطوعي مساء الجمعة الموسم الأول من نشاطه الصيفي المجاني لعام 2025 وسط أجواء احتفالية عكست روح الشراكة المجتمعية وقيمة العمل التطوعي في خدمة الأجيال الجديدة. شارك في البرنامج ثلاثون طفلًا من مناطق متعددة شملت الرفاع والمنامة والمحرق والحد وعراد وسلماباد، بحضور المستشار بالسفارة السودانية بمملكة البحرين د.الزبير محمد علي النور، والخبير الاقتصادي د. عبدالقادر ورسمة، والاستاذ الناشط الاجتماعي والمدرب عصام الخياط، والاستاذ الاعلامي نظمي أبويوسف من سفارة دولة فلسطين بالبحرين والناشط الاجتماعي فيصل العباسي، وجمع غفير من الأسر وأولياء الأمور.
وقد جرى حفل الختام في مركز تمكين شباب السهلة الشمالية بحضور الجهات الداعمة والتعاون المثمر مع جمعية عطاء للمسؤولية الاجتماعية للأفراد ومركز تمكين شباب السهلة الشمالية وهيئة ملهمون ومستشفى هاي كير ومستشفى كيمز هيلث، إلى جانب دعم شخصيات بارزة من بينها الأستاذة لولوة محمد الكعبي وسفيرة السعادة الأستاذة ابتهاج عبدالله خليفة، حيث تم تكريم الطلاب المشاركين وتقدير جهودهم في موسم حافل بالتجارب والمعارف.
وفي كلمتها عبّرت الأستاذة هيفاء الشيخ، رائدة العمل التطوعي بالجالية السودانية ورئيسة فريق (فينا خير)، عن امتنانها العميق لكل من أسهم في إنجاح هذا البرنامج، مؤكدة أن النشاط لم يكن مجرد فعالية عابرة بل ثمرة اجتماعات وتنسيقات مكثفة جسدت إصرار الفريق على تقديم برنامج متكامل يجمع بين التعليم والتوعية والترفيه والصحة والثقافة والرياضة، بهدف استثمار العطلة الصيفية للأطفال والطلاب بما ينفعهم في حياتهم العلمية والعملية. وأشارت إلى أن صور البهجة التي ارتسمت على وجوه الأطفال خلال هذا الموسم كانت الدافع الأكبر لمواصلة العمل التطوعي بروح متجددة.
وشمل البرنامج الصيفي سلسلة من المحطات المتنوعة التي تدرجت بين المحاضرات التوعوية والأنشطة الترفيهية والرحلات الثقافية والفعاليات الرياضية. فقد افتتح الموسم بمحاضرة صحية بعنوان «صحتي في وجبتي» بمركز تمكين شباب السهلة الشمالية، ثم تلتها زيارات إلى مكتبة الأطفال في مركز عيسى الثقافي ومجمع العاصمة لمنتجات الأيدي البحرينية، قبل أن يخوض الأطفال تجارب رياضية وترفيهية عبر ثلاث محطات متفرقة تضمنت زيارتين إلى مركز Jump Up بناءً على رغبة الأهالي والطلاب، إضافة إلى برنامج «خطوة وابتسامة» الذي جمع بين الرياضة والترفيه من خلال رياضة المشي في مجمع الأفنيوز. كما انفتح البرنامج على الجانب التراثي بزيارة مصنع فخار عالي، واختتم بمساحة معرفية وتاريخية عبر زيارة متحف البحرين الوطني، بينما قدّم مستشفى كيمز هيلث ومستشفى هاي كير محاضرات توعوية صحية عززت وعي الأطفال وأسرهم بأهمية الصحة والوقاية.
ولم يخلُ البرنامج من تحديات، إذ كان من المقرر أن ينطلق في التاسع والعشرين من يونيو، إلا أن الظروف الطارئة المرتبطة بالأحداث الأخيرة فرضت تأجيله، ليعاد تدشينه في التاسع والعشرين من يوليو بعد إعادة ترتيب الفعاليات وصياغتها بما يتناسب مع تطلعات الأهالي والطلاب. هذا التأجيل لم يكن عائقًا بل شكل حافزًا لإدارة الفريق التي أعادت صياغة الخطة بروح جديدة، لتثبت أن المرونة والعمل المشترك قادران على مواجهة أي ظرف.
وأوضحت هيفاء الشيخ أن ما تحقق في هذا الموسم يعكس درجة عالية من التجانس بين أعضاء الفريق، وأن النجاح لم يكن وليد المصادفة بل ثمرة رؤية واضحة تسعى لترسيخ قيم المشاركة المجتمعية والنهوض بكل ما يهم الإنسان البحريني والمقيم على أرض المملكة. وأضافت أن البرنامج لم يكن مجرد ترفيه موسمي، بل مشروع تربوي مجتمعي يهدف إلى بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة تحديات المستقبل، مستفيد من خبرات الحياة ومحصن بالعلم والمعرفة والقيم.
لقد كان الموسم الأول للنشاط الصيفي لفريق (فينا خير) أكثر من مجرد برنامج للأطفال، بل شهادة حية على قدرة المبادرات التطوعية على صناعة الفارق في حياة الأفراد والمجتمع. ففي كل رحلة ومحاضرة وزيارة، تجلت صورة الوطن المتكامل الذي يتكاتف فيه المجتمع الأهلي مع المؤسسات الرسمية والخاصة لخدمة الناشئة، ولعل ما تحقق هذا العام سيكون نقطة انطلاق لمواسم أكثر إشراقًا في السنوات القادمة.