على خلفية انعقاد (حوار المنامة) – وتخريج ثلاث دفعات من المستفيدين من برنامج السجون المفتوحة
خالد ابواحمد
شهدت مملكة البحرين مساء الأحد ختام فعاليات المنتدى العشرين للأمن الإقليمي المعروف بـ(حوار المنامة)، بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بحضور عالمي واقليمي كبير ومؤثر، كما شهدت المنامة أيضا تخريج ثلاثة دفعات من برنامج السجون المفتوحة، وتم في هذه الفعالية الكبيرة تدشين المنظومة الإلكترونية للإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات، هاتان الفعاليتان ذات أهمية كبيرة على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وتبرز البحرين كدولة مُلهِمة تنتهج استراتيجيات يٌحتذى بها بما تقدمه من دروس للآخرين في أهم المجالات التي تتعلق بسلامة الأفراد ومن ثم سلامة وأمن المجتمعات البشرية في هذه القرية الكونية.
المتابع لانعقاد مؤتمرات (حوار المنامة) وما يُشارك فيها من شخصيات مهمة وملفات استراتيجية، وما تطرح فيها من آراء يجد أن هذا المؤتمر يعُد من أهم المؤتمرات والملتقيات التي تعقد في العالم من حيث الأهمية، كما وصفها وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني “منصة دبلوماسية عالمية عززت ريادة مملكة البحرين كشريك فاعل في ترسيخ الأمن والسلام الإقليمي والدولي في ظل الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم”، والمؤتمر يوفر أجواء صحية ومناسبة للحوار والنقاش الذي يضم كبار القادة والوزراء المعنيين والذين يصنعون القرارات المهمة في المسائل التي تتعلق بالسياسة والدفاع والأمن حول العالم، فـ(حوار المنامة) فيه يزخر بالمجالات الواسعة للتفاهم بغية ايجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة لمختلف النزاعات والتحديات، وبناء عالم أكثر أمنًا وسلامًا وازدهارًا.
في كلمته في افتتاح (حوار المنامة 2024) يؤكد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على سعي البحرين الدائم لعالم يسوده الأمن والسلام، ويؤكد أيضا على أهمية تعزيز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، من خلال مواصلة العمل والتنسيق المشترك على كافة الصعد لمواجهة التحديات، والوصول إلى حلول مستدامة تعود بالخير على الجميع، مشيراً إلى أن مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم حريصة على مواصلة جهودها الداعمة لمختلف المساعي التي ترفد مسارات الأمن والسلام والنماء تحقيقًا للتطلعات المشتركة.
وفي حوار لصحيفة (الأيام) البحرينية في اكتوبر الماضي قال كل من المدير العام الرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية باستيان جيجريتش والمدير التنفيذي للمعهد لمنطقة الشرق الأوسط الفريق طيار (متقاعد) مارتن سامبسون إن “حوار المنامة أصبح جزءًا اساسيًا من الاجندة الدبلوماسية، ومحادثات الامن الإقليمي في المنطقة، وهذا بفضل الحكمة والرؤية لدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والذي بفضل دعمهما تمكنا من خلق هذا الحوار الذي تطور بشكل كبير على مدار عقدين من الزمن، وبات يجتذب دول المنطقة، ويخلق تواصل مع آسيا وأوروبا والأمريكيتين، وأجزاء أخرى في العالم، باعتباره منتدى فريد من نوعه، حيث يشكل فرصة لإجراء محادثات صريحة ومنفتحة حول تحديات الامن الإقليمي”.
في الحدث الثاني المتعلق بتخريج ثلاث دفعات من المستفيدين من برنامج السجون المفتوحة جاء في الخبر الرئيسي الذي نشرته وكالة أنباء البحرين (بنا) اليوم الأحد أن الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية أكد “أن الرؤى الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، تشكّل الأساس الرصين الذي انطلق منه مشروع العقوبات البديلة، منذ بدء تنفيذ القانون عام 2018 والذي يشكّل نقلة حضارية في مسيرة حقوق الإنسان في مملكة البحرين، انطلاقًا من قيم ومبادئ العهد الإصلاحي لجلالة الملك المعظم”، موضحا “أن توجيهات جلالته بالتوسع في تطبيق القانون، بمثابة الضمانة والدعم لاستمرار المشروع وتحقيق الأهداف الإنسانية والمجتمعية المرجوة”.
وفي الكلمة التي ألقاها الشيخ خالد بن راشد آل خليفة مدير عام الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة أشار إلى ما حققته البحرين من نجاحات في تحقيق أفضل الممارسات الدولية في مجال حقوق الانسان من خلال منظومة العقوبات البديلة وبرنامج السجون المفتوحة التي مثلت قفزة نوعية في تطبيق أعلى المعايير الدولية بمجال حقوق الانسان، مؤكدًا “أن مملكة البحرين تُصبح ولله الحمد نموذجًا رائدًا وملهمًا ومثالًا يحتذى به من مختلف دول العالم كما هو معروف عنها، وهو ما ينسجم مع التوجهات الملكية السامية بالارتقاء بمنظومة حقوق الانسان وإعادة إدماج المستفيدين بالمجتمع”.
وبيّن “أن المنظومة الوطنية للعقوبات البديلة، حققت نتائج مثمرة كانت وما زالت متماسكة بنسبة عالية بلغت 97.5 % حيث تم إعادة تأهيل وإدماج أكثر من (7600) مستفيد، بل نفخر بالقول إن أكثـر من (7600) أسرة قد استفادت من هذه المبادرة، وحصلت على الدعم والموارد الأساسية التـي تمكنها من الازدهار ولله الحمد، وها هم اليوم منهم (77) مستفيدا من برنامج السـجون المفتوحة قد أتموا البرنامج بنجاح”، ومن خلال متابعتي كصحفي ورئيس تحرير لهذا الموقع أقول “إن المنظومة البحرينية للعقوبات البديلة لا يوجد مثلها في غالبية بلاد العالم، والبحرين هي الرائدة في هذا المجال على مستوى الوطن العربي قاطبة”.
إن مساهمات مملكة البحرين في ترسيخ هذه القيم النبيلة لخدمة الانسانية وفي السعي المتواصل لترسيخ الأمن والسلم الدوليين على هذا النحو الذي عشناه من خلال 20 نسخة متميزة من مؤتمرات (حوار المنامة)، والاهتمام الأصيل بحقوق الانسان وابتكار المبادرات والبرامج الانسانية الرائعة والحكيمة والبالغة الأثر تؤكد بأن جلالة الملك المعظم، وولي عهده رئيس الوزراء يضربان أروع الأمثال في التفاني وصدق القول والعمل معا لاستتباب الأمن والسلام على مستوى الفرد الواحد كما هو واضح في فكرة (السجون المفتوحة)، وعلى مستوى العالم أجمع من خلال انعقاد مؤتمرات (حوار المنامة)، وأن البحرين بهذا النهج القويم والنبيل تتربع على عرش أفضل الممارسات التي تستفيد منها الانسانية جمعاء.
*رئيس تحرير موقع (تقرير البحرين)