آندي وارهول (1928-1987) هو فنان تشكيلي أمريكي وُلد في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، ويُعد أحد أبرز رموز حركة “البوب آرت” التي قلبت مفهوم الفن التقليدي رأسًا على عقب. نشأ وارهول في عائلة مهاجرة من سلوفاكيا، وبرزت موهبته الفنية منذ صغره، مما قاده إلى دراسة التصميم التجاري في جامعة كارنيجي ميلون.
تميزت أعمال وارهول باستخدامه صورًا من الثقافة الشعبية المعاصرة، حيث أخذ صورًا من الإعلانات والمنتجات اليومية وحوّلها إلى أعمال فنية. من أشهر أعماله لوحة “علب حساء كامبل” التي جسدت المنتجات اليومية كفن راقٍ، وصورة مارلين مونرو التي أصبحت رمزًا لأسلوبه. اعتمد وارهول على تقنية الطباعة الحريرية، مما أتاح له إنتاج نسخ متعددة من العمل الفني، في إشارة إلى الاستهلاك المتكرر في العصر الحديث.
للمتعمق في اسلوب حياته سيكتشف سريعا انها غير التقليدية، حيث كان يدير “ذا فاكتوري”، وهو استوديو إبداعي جمع الفنانين والموسيقيين والمثقفين. تعرض لمحاولة اغتيال عام 1968 على يد فاليري سولاناس، وهي امرأة كانت من دائرة معارفه، مما أثر على صحته لبقية حياته. كما كان وارهول يعاني من وسواس نظافة شديد، وكان يجمع أشياء غريبة في صناديق سماها “صناديق الوقت”.
توفي آندي وارهول في 22 فبراير 1987 إثر مضاعفات بعد عملية جراحية بسيطة. ترك وارهول إرثًا فنيًا هائلًا لا يزال يؤثر على الفنانين حتى اليوم، إذ غيّر مفهوم الفن ليشمل كل ما يحيط بنا من ثقافة يومية.
من وجهة نظري، كفنانة تشكيلية وارهول لم يكن مجرد فنان، بل كان مُفكرًا استطاع أن يجسد روح العصر الذي عاش فيه. أنا أرى في أعماله مزيجًا فريدًا بين الجرأة والبساطة، حيث تجرأ على طمس الفروق بين الفن الراقي والثقافة الشعبية. ألهمتني طريقة تعامله مع الفن كمنتج جماهيري، إذ أعاد تعريف الجمال في الأمور التي قد نراها عادية. ورغم الانتقادات التي طالته، يبقى وارهول شاهدًا على أن الفن قادر على التعبير عن كل ما يحيط بنا بأسلوب جريء وغير مألوف.مؤكدا أن الحكم على الفن هو حكم فردي محسوس.
