الرئيسية / مملكة البحرين

مملكة البحرين

تعاقبت على مملكة البحرين عدة حضارات تركت آثاراً عكست مدى ما كان يتمتع به سكان هذه المملكة من رقي في الإبداع في مجالات عدة منها الفنون التشكيلية والخزفيات وصناعة السفن والعمارة وأيضا المخطوطات النادرة وكذلك التجارة والاتصال بالحضارات الأخرى.

وقد عُرفت مملكة البحرين منذ القدم بأنها ملتقى للثقافات الشرقية والغربية، حيث تعطي المباني العالية الحديثة والبيوت التقليدية ميزة جمالية منسجمة بين الأصالة في التاريخ والتطورات في الثقافة العمرانية.ويتألف سكان البحرين من مواطنين أصليين والأجانب الوافدين من جميع أرجاء العالم ويبلغ عدد سكان المملكة 650 ألف نسمة.ويعيش المواطنون مع الأجانب في وئام ويتفاعلون في رابطة نادرة من الإخاء والمودة، هذا بالإضافة إلى الشبكة الممتازة من الفنادق والشقق والمطاعم وشبكة الاتصالات التى أدت الى استقطاب الأعداد المتزايدة من شركات الاستثمار والبنوك العالمية وكذلك السائحين الذين يفدون إلى البلاد من الدول المجاورة ومن مختلف أرجاء العالم.

 

نبذة عن مملكة البحرين في القرن العشرين

في عام 1932 بدأ فجر اقتصادي جديد إثر تولى حاكم البحرين الراحل الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الحكم، و ذلك إثر حفر أول حقل للنفط بالقرب من جبل الدخان، و في نفس العام بدأت الخدمة الهاتفية كما حطت أول طائرة تابعة للخطوط الإمبراطورية في البحرين في طريقها إلى الهند و في عام 1935 بدأت أول مصفاة للزيت تابعة لشركة نفط البحرين المحدودة، و في العام التالي أفتتح جسر الشيخ حمد الذي يربط جزيرة المحرق بمدينة المنامة ومع تولي الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الحكم شهد النصف الأول من الخمسينات تطوراً ملحوظاً في الخدمات الاجتماعية خاصة في مجال التعليم و الصحة، و في أغسطس عام 1955 تم افتتاح محطة إذاعة البحرين، وفي مجال العلاقات الدولية مثلت زيارة الشيخ سلمان التي قام بها إلى المملكة العربية السعودية للقاء الملك سعود حدثاً هاماً عام 1958م، و نتيجة لهذه الزيارة تم التوقيع على اتفاقية بين العاهلين تقضي بمشاركة البلدين في الأرباح الناتجة عن أي كشف بترولي في المنطقة البحرية.

بداية القفزات الحضارية

في السادس عشر من شهر ديسمبر 1961 تم الاحتفال بتولي الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مقاليد الحكم، توالت الإنجازات في عهده رحمه الله ، و من الأحداث المهمة في بداية عهده رحمه الله تأسيس مجلس نقد البحرين عام 1964م وإصدار أول عملة وطنية هي الدينار في أكتوبر عام 1965م، و في عام 1967م تم افتتاح ميناء سلمان ولعل أهم إنجاز في الستينات كان البدء في مشروع مدينة عيسى الإسكاني، و في عام  1968 تم تأسيس الحرس الوطني الذي أصبح فيما بعد قوة دفاع البحرين، وفي عام 1969م تم بناء أول محطة أرضية للأقمار الصناعية، و في عام 1970 كانت قمة الاستعدادات للاحتفال باستقلال البلاد و تشكيل مجلس للدولة حولت مهامه فيما بعد لأول مجلس للوزراء عام 1971 بعد إعلان استقلال البحرين كدولة ذات سيادة في اليوم الرابع عشر من أغسطس من تلك السنة. وشهد عام 1971 قبول البحرين في عضوية الأمم المتحدة و صندوق النقد الدولي. و في سنة 1973 انضمت البحرين إلى منظمة الدول العربية المصدرة للنفط ( أوابك ) و جامعة الدول العربية و في عام 1986 تم افتتاح جسر الملك فهد الذي ربط البحرين بالمملكة العربية السعودية.

وقد تولى الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة الحكم أميراً للبحرين يوم السبت 18 ذي القعدة 1419هـ الموافق 6 مارس 1999م، في نفس يوم وفاة والده الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. وكان مجلس الوزراء البحريني قد عقد جلسة استثنائية، برئاسة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد، وبحضور رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان، حيث نعى وفاة والده أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.

وصدر عن مجلس الوزراء البحريني بيان نعى فيه ببالغ الحزن والأسى إلى شعب البحرين، وإلى الدول الصديقة أمير البحرين، وجاء في البيان: “وإعمالاً لأحكام الدستور والمرسوم الأميري رقم 12 لسنة 1973م، بنظام توارث الإمارة، والأمر الأميري رقم 4 لسنة 1975م. ينادي مجلس الوزراء بخليفة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ولي عهده صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة أميراً للبلاد”.

في يوم الثلاثاء 21 ذو القعدة 1419م الموافق 9 مارس 1999م، أصدر الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين مرسوماً أميرياً يقضي بتعيين ابنه الأكبر الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولياً للعهد، وعقب صدور المرسوم عقد مجلس الوزراء البحريني جلسة استثنائية، حضرها الأمير الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أدى فيها ولي العهد الجديد اليمين القانونية.

وقد عُدل دستور البلاد في 14 فبراير 2002م الموافق 2 ذو الحجة 1422 هـ، فأصبحت البحرين مملكة، وأصبح حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملكاً عليها.

 

الثقافة

تتميز مملكة البحرين بتاريخها العريق وحضارتها الغنية التي تمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، وهويتها العربية والإسلامية الأصيلة، وحضورها المشرف وسط الحضارات الإنسانية كمركز للإشعاع الثقافي والفكري، وواحة للتسامح والتعايش بين جميع الثقافات والأديان، وإسهاماتها المعاصرة في إرساء السلام الإقليمي والدولي، وحماية التراث الثقافي والحضاري العالمي بفضل المبادرات الرائدة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.

وتعزيزاً لإنجازاتها الثقافية والحضارية، حرصت المملكة على توفير الإطار التشريعي والمؤسسي بإنشاء هيئة البحرين للثقافة والآثار برئاسة معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بمقتضى المرسوم رقم (10) لسنة 2015 كهيئة تابعة لمجلس الوزراء، تعني بكافة الاختصاصات التي كانت تقوم بها وزارة الثقافة وغيرها من الأجهزة الرسمية فيما يتعلق بحماية وتطوير قطاع الثّقافة والتّراث الوطني والآثار والمتاحف، وتشجيع الحركة الفنية والمسرحية. وتعمل الهيئة على الترويج للمملكة وتاريخها العريق كبلد حضاري متميز يتّسم بالحيوية والانفتاح على الحضارات الإنسانية والثقافات المتنوعة، من خلال تنظيمها للعديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفكرية والفنية السنوية، ومن أبرزها:

معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية:

انطلق عام ١٩٧٢م، ويقام برعاية سامية من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه الله، وذلك في شهر يناير من كل عام.

 

مهرجان صيف البحرين:

تفتح كل عام مدينة «نخول» التي تحتفي مع كل العائلات في مساحاتها بمضامين ثقافية متعددة يتفاعل معها الصغار وعائلاتهم على حد سواء.

تاء الشباب:

مبادرة شبابية تعنى بجوانب الفن والفكر والثقافة، القراءة، العمارة، الإنتاج الأدبي، الفن التشكيلي والفنون البصرية والأدائية،الموسيقى، السينما وغيرها.

مهرجان البحرين الدولي للموسيقى:

احتفالية سنوية تقام بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى في الأسبوع الأول من أكتوبر منذ عام ١٩٩٢م، وتهدف هذه الاحتفالية إلى تحقيق فكرة منظمة (اليونسكو) في أن تسهم الموسيقى في إذكاء الذوق، وإشاعة قيم الخير والمحبة بين الشعوب.

مهرجان ربيع الثقافة:

يتضمن جدولاً حافلاً بالعروض الشيّقة مع كوكبة من الفنانين المتميّزين من البحرين والوطن العربي وسائر أنحاء العالم، ويشمل فنون: الرقص، المسرح، الفن، الموسيقى، الغناء، وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية، مع تسليط الضوء على تراث مملكة البحرين الغنيّ ومعالمه الفريدة.

تمكّنت البحرين من حصد الاعتراف العالميّ بمنجزاتها وإيجاد نفسها من خلال الثّقافة والتّراث على خارطة العالم، ولذلك فقد اختيرت في العديد من المحافل نموذجاً عربيّاً فريداً، باعتبارها رائدة في الحراك الثّقافيّ والفكريّ في المنطقة، كما اعتُبِرَت أعمالها ومنجزاتها إضافةً نوعيّة للمشاهد الثّقافيّة. لذا فعلى امتداد اشتغالاتها، كان العالم يشير إلى العاصمة البحرينيّة المنامة وإمكانيّاتها كمختبر إنسانيّ وثقافيّ حقيقيّ، في إشارة إلى مؤهّلاتها وإمكانيّاتها، وقدرتها الدّائمة على استحداث جواذب ثقافيّة وسياحيّة وتراثيّة. من ضمنها ما اتّخذ سياق الاستضافات العالميّة على شكل (مؤتمرات صحفيّة) انعقدت في العديد من العواصم والمدن الأوروبيّة والعربيّة، أو (تكريم خاصّ للمنجز الثّقافيّ البحرينيّ في أضخم المناسبات العالميّة)، أو (جوائز نظير مشاريع المملكة أو مشاركات مملكة البحرين في المناسبات الثّقافيّة العالميّة). وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بعض الإنجازات المحليّة والعالمية:

– جائزة الأسد الذّهبيّ حصدتها وزارة الثّقافة عن مشاركتها بمعرض (ريكليم) في معرض العمارة الدولي الثاني عشر بفينيسيا (بينالي فينيسيا للعمارة)، كأوّل وطن عربيّ ينال هذه الجائزة القيّمة التي شاركت من خلالها البحرين مع العديد من دول العالم.

– تسجيل موقع (طريق اللّؤلؤ: شاهدٌ على اقتصاد الجزيرة) على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ لليونيسكو عام 2012 كثاني موقع بحرينيّ، وذلك بعد أن تمّ تسجيل موقع قلعة البحرين عام 2005م. وهي الآن تسعى لتسجيل موقع تلال عالي على نفس القائمة.

– مسرح البحرين الوطني الذي فتح أبوابه عام 2012م، حيث شيّد بدعم من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدّى حفظه الله ورعاه. وقد استطاع أن يستقطب أبرز العروض الموسيقية والاستعراضية العالميّة.

– دار المحرّق التي افتتحت خلال عام 2016م حيث تّشكل امتداداً لمبنى دار جناع الحالي، وهي تسهم في تعزيز مكانة الموسيقى الشعبية التقليدية إضافة إلى عملها على إثراء التراث غير المادي لمدينة المحرق، باعتبارها تقع على طريق اللؤلؤ الذي يعتبر متحفاً مفتوحاً على مسافة أكثر من ثلاثة كيلومترات، والذي يُستكمل عام2018 م حين تكون المحرّق عاصمة للثقافة الإسلاميّة. هذا وتستكمل الهيئة حالياً إنشاء دار مثيل باسم دار الرفاع العودة.

– مركز زوار مسجد الخميس والذي افتتح عام ٢٠١٧ بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

– دشنت هيئة البحرين للثقافة والآثار مشروع “المكتبة الخليفية” التي يصل عمرها إلى 60 عاماً، في ربيع الثقافة لعام 2017، ويلعب مشروع المكتبة الخليفية دورا هاما في إثراء البنية التحتية الثقافية لمملكة البحرين.

– تعمل هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال عام 2017 على إعادة جناح مملكة البحرين، “آثار خضراء”، والذي شارك في إكسبو ميلا